مقدمة :
بعد سقوط مدينة الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي في 05 جويلية 1830 ركز المحتل على المدن الساحلية أولا لسهولة اقتحامها عن طريق البحر فاحتلت عنابة و وهران و بعد بضعة سنوات من الاحتلال بدأ المحتل في محاولة التوسع و الاستيطان في المدن الداخلية لكن الجيوش الفرنسية الغازية جوبهت بمقومات شعبية عنيفة في شرق البلاد و غربها فقد قاد الأمير عبد القادر الجزائري المقاومة في منطقة الغرب الجزائري بين(1832-1847) . كما قاد المقاومة في شرق البلاد حاكم قسنطينة أحمد باي بين (1830 – 1848) فخاضا حروب عديدة ضد الجنرالات الفرنسيين و هزموهما في العديد من المعارك . وهو ما دفع المحتل لعدم المغامرة في التوغل و تأخر في احتلال المناطق الداخلية و الصحراوية لسنين عديدة .
بعد احتلال مدينة قسنطينة سنة 1837 بدأ الفرنسيون يفكرون في التوغل جنوبا نحو أطراف الصحراء لاستكمال التوسع و بسط النفوذ الفرنسي على الصحراء و للقضاء على معاقل الثوار و المقاومين الذين إحتضنتهم أرض سُوف والصحراء المجاورة لها , فقد مثلت سُوف مركزا هاما لدعم الثوار و المقاومين بالسلاح و الرجال و كانت مركزا هاما للعبور للأراضي التونسية و الليبية القريبة مما جعلها جبهة ساخنة تأرق المحتل الفرنسي الذي أراد السيطرة عليها في أقرب فرصة .
أولا : مرحلة الإستكشاف و جمع المعلومات :
بعد أن تمكن المحتل الفرنسي من إحتلال عاصمة الزيبان "بسكرة" شمال سُوف سنة 1944 بدأت أنظار الفرنسيين تحدق جنوبا باتجاه إمارة بني جلاب التي تبسط سيطرتها على وادي ريغ و يمتد نفوذها إلى الحدود التونسية شرقا مرورا بوادي سُوف و تتخذ من مدينة "تقرت" عاصمة لها و التي تبعد بأقل من 85 كيلومتر عن أرض سُوف فالفرنسيون الذين يجهلون خبايا الصحراء و خفاياها يدركون جيدًا أن سكان هذه المنطقة من أشد الناس تمسكا بأرضهم و لا يقبلون أن يتحكم فيهم الأجنبي و لذلك لجأ المحتل إلى أسلوب الجوسسة و إرسال سرايا الإستطلاع ذات الغطاء التجاري لاستكشاف طبيعة المنطقة وطرق التنقل فيها و تحديد إمكانيات صمودها في وجه القوة العسكرية الغازية . فقد انطلقت سنة 1944 قافلتان تجارياتان من "بسكرة" باتجاه "تقرت" و "عين صالح" بهدف التعرف على الأسواق الداخلية و طرق المواصلات و التجارة.
و في سنة 1848 كلف "براكس" من قبل وزارة الحربية و التجارة للقيام برحلة سرية نحو الجنوب الجزائري فزار وادي سُوف إنطلاقا من تونس مرورا "بتقرت" و "بسكرة" , و نشر خلاصة رحلته في دراسة بباريس عام 1849 بعنوان " تجارة الجزائر مع مكة و السودان" وقد ضمن كتابـه المنشور معلومات هامة اعتمدتها الجيوش الفرنسية في تحركاتها نحو وادي ريغ و وادي سُوف. و تواصلت الرحلات ذات الطابع العسكري الاستطلاعي قبيل احتلال سُوف , إذ قدم إليها الملازم "روز" من الفيض وإتجه نحو قمار رفقة مجموعة من القوم في سنة 1852,و كانت هذه المعلومات و غيرها في متناول يد الجيش الفرنسي حينما توغل في منطقة وادي ريغ و وادي سوف لاحقًا...يتبع
و في سنة 1848 كلف "براكس" من قبل وزارة الحربية و التجارة للقيام برحلة سرية نحو الجنوب الجزائري فزار وادي سُوف إنطلاقا من تونس مرورا "بتقرت" و "بسكرة" , و نشر خلاصة رحلته في دراسة بباريس عام 1849 بعنوان " تجارة الجزائر مع مكة و السودان" وقد ضمن كتابـه المنشور معلومات هامة اعتمدتها الجيوش الفرنسية في تحركاتها نحو وادي ريغ و وادي سُوف. و تواصلت الرحلات ذات الطابع العسكري الاستطلاعي قبيل احتلال سُوف , إذ قدم إليها الملازم "روز" من الفيض وإتجه نحو قمار رفقة مجموعة من القوم في سنة 1852,و كانت هذه المعلومات و غيرها في متناول يد الجيش الفرنسي حينما توغل في منطقة وادي ريغ و وادي سوف لاحقًا...يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق