قبل الاحتلال الفرنسي لوادي سُوف ، كانت الكتاتيب في المساجد و الزوايا هي فقط من توفر التعليم في ذلك الوقت , و كان تعلم القرآن الكريم عن ظهر قلب من قبل الطالب حدثا هاما بالنسبة له و لأسرته , التي تحتفل بقبول ابنها في رتبة حافظ القرآن , أي "طالب" و هو ما يخوله أن يصبح مستقبلا إمامًا يؤم الناس , و يعلم الصغار اللغة العربية و القرآن الكريم, و قد أستبعدت الفتيات تماما من هذا النوع من التعليم الديني البحت.
وإن كان هذا التعليم يتصف بنوع من الصرامة والرتابة طيلة العام الدراسي , ليتم مقاطعة ذلك قبل أسبوعين من موعد الاحتفال بعيد الأضحى المبارك , " العيد الكبير كما يسميه سكان المنطقة أنذاك" حيث تنظم خلال هاته الفترة منافسة ثقافية في الخط العربي و التصاميم الهندسية الملونة , بين الطلاب الذين يعبرون عن مواهبهم الفنية , فتشهد المساجد و الزوايا حركة دؤوبة في هذه المناسبة, التي تحرك السكون و الجمود ببوادي وحواضر وادي سُوف.
لم تعر السلطات الاستعمارية في بادئ الأمر أي اهتمام بسكان المنطقة, و بحالتهم الاجتماعية و تركتهم على حالهم يمارسون شؤونهم المعهودة , دون تدخل منها كما كان أهل سُوف يرتابون من نوايا القادمين الجدد , و كانوا يتجنبون الإحتاك بهم قدر المستطاع إلا أن ذلك لم يستمر طويلا , فبعد قضاء المحتل الفرنسي على أغلب الثورات الشعبية , و الثوار الذين كانوا يهددون تواجده بالمنطقة , أخذ المحتل يخطط لإنشاء البنى التحتية التي تكرس احتلاله للمنطقة , فعمل على شق الطرق بين الكثبان الرملية الوعرة , و قام ببناء المدارس و الادارات الأهلية و المستوصفات الصحية. وبالرغم من تشتت السكان و تباعد القرى في سُوف في ذلك الوقت , إلا أن السلطات الفرنسية عمدت على انشاء مدارس للتعليم الابتدائي في أغلب تلك القرى تقريبا.
فكانت تلك الإنجازات كافية في البداية , نظرًا لعزوف أغلب السكان عن ارسال أبنائهم و بناتهم إلى تلك المدارس الفرنسية , و لكن مع تسارع وتيرة السكان و ازدياد أعدادهم , و لرغبة الجميع في التعلم أصبح أطفال المدارس في تزايد. وبالإضافة إلى ذلك ، لم يبقى التحاق الفتيات بالمدارس من المحرمات و قد شهد أيضا توافد حتى الكبار من الأميين إلى الدروس المسائية.
... يتبع
فكانت تلك الإنجازات كافية في البداية , نظرًا لعزوف أغلب السكان عن ارسال أبنائهم و بناتهم إلى تلك المدارس الفرنسية , و لكن مع تسارع وتيرة السكان و ازدياد أعدادهم , و لرغبة الجميع في التعلم أصبح أطفال المدارس في تزايد. وبالإضافة إلى ذلك ، لم يبقى التحاق الفتيات بالمدارس من المحرمات و قد شهد أيضا توافد حتى الكبار من الأميين إلى الدروس المسائية.
... يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق