111

أهلا وسهلا بكم في وادي سوف الأصيل *** " المدينة الرمادية التي فقدت في الصحراء الرمادية كم تغمرني السعادة في الصباح الوردي الذهبي الأبيض أو في وهج الظهيرة الذي يعمي الأبصار أو في المساء ذو الشعاع الأرجواني و البنفسجي ... " ايزابيل أبراهاردت Isabelle Eberhardt " ***

Comments system

8 مارس 2013

تراجع التنظيم القبَلِي في وادي سُوف (الجزء الأول)

تمهيد :
لقد عثرت بالصدفة على هذه المقالة في أصلها الإنجليزي  بعنوان " THE DECLINE OF TRIBAL ORGANIZATION IN THE SOUF (S.E. ALGERIA)"  للكاتب " Nlco Kielstra" و التي تؤرخ للأوضاع السياسية و الاجتماعية بمنطقة وادي سُوف قبل وبعد الاحتلال الفرنسي و التي تتطرق للمحة تاريخية عن قبائل و عشائر وادي سُوف و علاقاتهم فيما بينهم و تأثرهم و تأثيرهم في المناطق المجاورة لهم و كيفية تعاملهم مع سلطات الاحتلال الفرنسي كما أنها تتطرق للطرق الصوفية السائدة في المنطقة و تأثيرها على السكان.
و قد استندت هذه المقالة على تقارير و دراسات فرنسية أعدت خلال فترة الاحتلال .
لكن ينبغي الإشارة إلى أن هذه المقالة قد تقدم لنا وصفا للأحداث التي نقلها الكتاب و المسؤولون الفرنسيون الذين كتبوا عن المنطقة من منظور استشراقي أو بحثي قد لا يكون دقيقا بصفة مطلقة أو قد يكون خدمة للأغراض الاستعمارية في تلك الفترة.  
أخيرًا أعتذر عن بعض الأخطاء التي قد ترد عن الترجمة الحرفية لبعض الكلمات أو العبارات التي قد لا تعطي المعنى الحقيقي المقصود من الكاتب .
و نظرًا لطول هذه المقالة نوعا ما (15 صفحة) فقد قمت بتقسيمها إلى أجزاء سأقوم بنشرها تباعا حين الانتهاء من ترجمتها بحول الله تعالى .
                 تراجع التنظيم القبَلِي في سُوف
في هذه المقالة سوف نقوم بتحليل المعلومات المتاحة عن التنظيم السياسي بسُوف في فترة ما قبل الاحتلال الفرنسي و كيف حاولت الحكومة الفرنسية الاستعمارية إعادة تنظيمها و كيف رُفضت من طرف السلطات السياسية التقليدية بالمنطقة في ظل الظروف الاستعمارية على الرغم من محاولات الفرنسيين للحفاظ على الروابط المتاحة. 

                  الجغرافيا الاجتماعية لسُوف
سُوف هي مجموعة من الواحات في الجنوب الشرقي من الجزائر بالقرب من الحدود التونسية.
حول بلدة الواد نجد سبعة بلدات قديمة و قدرا كبيرا من المستوطنات المبعثرة والقرى البدوية التي نشئت خارج المناطق الزراعية و عدد كبير من البدو الرحل.
في كثير من الأحيان فإن هجرة اليد العاملة تجعل من الصعب حصرأعداد السكان والتي يصعب تفسيرها.
التقديرات الأولية تشير أن عدد السكان كان 26.800 نسمة عام 1845 وكان عددهم 37.650 نسمة  في عام1848  أول تعداد رسمي للسكان كان في عام 1883 و الذي  يعطي عدد منخفض  17.629 نسمة و منذ بدايات الثمانينات من القرن الـ 19 بدأ الانفجار السكاني المطرد.فقد بلغ عددهم حوالي 120.000 نسمة في عام 1966.
في عام 1848 كان ما يقرب من نصف عدد السكان بسُوف من البدوالرحل و في عام 1955 تقلص عدد الرحل إلى حوالي الثلث .
بدأ البدو وبشكل تدريجي حياة الإستقرار لفترات من السنة في البيوت وتملكوا غابات النخيل . كما تملك المزارعين قطعان مستقرة من الماشية .
 كانت زراعة النخيل هي المهنة الرئيسية في سُوف و يتم الاحتفاظ بقطعان الماعز والأغنام والإبل على أراضي السهوب حول جميع  أنحاء سُوف.  
أما البدو فقد انخرطوا في عمليات التهريب من وإلى تونس وليبيا كمصدر إضافي للدخل.
و قد كان السُوافة يشتغلون في التجارة الإقليمية منذ عهد ما قبل الاستعمار الفرنسي على طول الطريق الصحراوية من غات و غدامس إلى بسكرة شمالا وعلى طول الطريق الشرقية الغربية بين تونس وتقرت والواحات في جنوب الجزائر.
وبالفعل فقد وجد بالواد أربعة عشرة عائلة من التجار الأثرياء الذين بلغ رأسمالهم مابين 20.000 و 500.000 فرنك فرنسي في حين أن تجارة الترانزيت الآن هي أقل أهمية بكثير مما كانت عليه في الماضي، العائلات التجارية التي نشأت في سُوف لا تزال نشطة في تجارة الجملة والتجزئة.
وقد وجدت الهجرة إلى تونس منذ القرن 18 كما أصبحت الهجرة إلى فرنسا و المدن الجزائرية الأخرى أكثرأهمية بعد عام 1930، ولكن لا يزال هناك جالية كبيرة من سُوف في تونس.
أصبح من الواضح في ذلك الحين أن نحو 5 إلى 10 بالمائة من السكان الذكور البالغين في سُوف كانوا يعملون في التجارة بين الأقاليم و كأيدي عاملة مهاجرة فقد كانت المنطقة نائية ولكن لم تكن معزولة.
التنظيم السياسي في سُوف في عهد الاحتلال الفرنسي

خلال القرنين الـ 17 و الـ 18 الميلادي كان كتاب الشيخ العدواني هو المصدرالمكتوب الوحيد لتاريخ ما قبل الاحتلال بسُوف.
حيث تبدأ الوقائع مابين سنتي 1397 و 1398 ميلادية عندما قدمت إلى منطقة سُوف مجموعة من القبائل تدعى "طرود" والتي وصلت من الجنوب التونسي قادمة من طرابلس بعد أن تم طردهم منها بسبب الخلافات و المشاحنات التي كانت بينهم و بين القبائل الأخرى المستقرة بتلك المناطق . و عبورًا من منطقة الساحل التونسي و صلت قبائل "طرود" إلى سُوف و قد أخذوا تسميتهم بطرود نسبة إلى زعيمهم "طراد بن دعبس". و قد كانت سُوف في ذلك الوقت ملاذا أمنا لهذه القبائل التي أتت مؤخرا فقد كان يهيمن على مراكز المنطقة قبائل "عدوان" في ذلك الوقت.
بعد قدوم قبائل "طرود" إلى سُوف سرعان ما نشب التخاصم والاقتتال بينهم و بين "عدوان" حتى قامت إحدى النساء المرابطات بالمنطقة بتحقيق تسوية و سلام بين المجموعتين القبليتين يسمح لكلا المجموعتين بالعيش و الاستقرار بالمنطقة و مع ذلك فقد ظلت سياسة المعارضة تطبع العلاقة بين "طرود" و"عدوان" الذين كانوا يعيشون حياة شبه بدوية حول بلداتهم الدائمة.
أما أغلب قبائل "طرود" فقد اعتادوا على العيش في مخيمات بالقرب من آبار المياه .
و قد أوصى زعيم "طرود" (طراد بن دعبس) وهوعلى فراش الموت باختيار زعيم للقبيلة حتى تتجنب النزاعات بين الفصائل المختلفة كما أوصاهم بترك عدد من السكان بقراهم و بلداتهم خلال قيامهم بالهجرة والترحال فقد يكون هذا الأمر تقليدًا تاريخيا متعارفا عليه.
عندما بدأ المسؤولون الفرنسيون التعامل مع سُوف لم يشيروا إلى تعاملهم مع أي قيادة فردية بالمنطقة و لكنهم اجتمعوا و تواصلوا مع جماعات من مجالس الشيوخ و الأعيان. في سنة 1855 صدر تقرير عن التنظيم السياسي بسُوف قبل أن يتم إعادة تنظيمها من قبل السلطات الاستعمارية فقد عثروا على نموذج القيادة المزدوجة للفصائل الرئيسية بالواد و كوينين و تغزوت و قمار فلكل منهم زعيم (كبير) أي قائد غير رسمي .
فبالبهيمة مثلا كان هناك زعيمين للبلدة فهذا النمط من القيادة المزدوجة كان ينظر إليه كمظهر من مظاهر الميل لتجنب الصراعات حول انتخاب قائد وحيد  بين مختلف الفصائل و حتى على مستوى العشيرة الواحدة.
ومع ذلك فإن هذا لم يمنع تاريخيا من نشوء خلافات و انقسامات طائفية في قرى كالزقم والبهيمة و كقمار و تغزوت . 
ويقال أنه قد نشأت هذه الانقسامات الطائفية حتى في الأصل الواحد من هذه البلدات .  
استمر العداء بين طرود و عدوان لعدة قرون ، ولكن لا يوجد ذكر لحرب أخرىقد وقعت بينهما. 
في وقت ما غير محدد ربما في القرن الـ 17 كان التقسيم القديم بين المجموعتين يتداخل و يتقاطع من قبل تحالف سياسي جديد حيث  فرّ راعي من طرود (البدو) مع 25 من الإبل المسروقة إلى بلدة تغزوت فمنح حق اللجوء من قبل "سعود"الذين قاوموا الضغوط التي فرضت عليهم من قبل "طرود"  و قد دعاهم ذلك لعقد تحالف مع قرى الزقم و كوينين و مع بلدة سيدي عون الصغيرة و فرقة من بلدة ورماس حيث أن المشاركين في هذا التحالف كانوا يعرفون بـ " أولاد سعود "   كانت بلدتي الزقم و سيدي عون تعدان من قرى "عدوان" أما بلدات تغزوت و كوينين و وورماس فقد استقرت بين سكانها أعداد كبيرة من "طرود". 
تحالف أولاد سعود في جزء كبير منه يمثل معارضة من القرويين المستقرين ضد الهيمنة السياسية للبدو الرحل. 
وكذلك فالاتجاه السائد لهذا التحالف بين القرويين المستقرين أنفسهم للحصول على الدعم من البلدات المجاورة ضد منافسيهم كالزقم ضد البهيمة و سيدي عون ضد الدبيلة و كوينين ضد الواد و تغزوت ضد قمار.هذه الفصائل  سرعان ما أصبحت تشارك في السياسات الإقليمية الرئيسية بالمنطقة.


                                                            يتبع ...

16 فبراير 2013

صور قوقل ايرث "Google earth" حديثة لبعض المعالم بمدينة الوادي

مفترق الطرق الرئيسي
مفترق الطرق الرئيسي
مفترق الطرق قرب ساحة الشباب
مفترق الطرق قرب ساحة الشباب
مستشفى وسط المدينة "الإستعجالات"
مستشفى وسط المدينة "الإستعجالات"
مقر الولاية "طريق تقرت"
مقر الولاية "طريق تقرت"
جامعة الوادي " طريق تكسبت - الشط "
جامعة الوادي " طريق تكسبت - الشط "
مستشفى الشهيد بن عمر الجيلاني "الشط"
مستشفى الشهيد بن عمر الجيلاني "الشط"
المركب  الثقافي بالشط
المركب  الثقافي بالشط
مركز البريد المركزي + دار الثقافة  + ساحة الغزلان + الأروقة سابقا
مركز البريد المركزي + دار الثقافة  + ساحة الغزلان + الأروقة سابقا
المقر الجديد للضمان الإجتماعي "طريق الشط"
المقر الجديد للضمان الإجتماعي "طريق الشط"
سوق ليبيا + سوق التمور + سوق الجملة للخضر و الفواكه
سوق ليبيا + سوق التمور + سوق الجملة للخضر و الفواكه
محطة نقل المسافرين "قرب سوق ليبيا"
محطة نقل المسافرين "قرب سوق ليبيا"
ملعب كرة القدم "طريق الوادي - حساني عبد الكريم"
ملعب كرة القدم "طريق الوادي - حساني عبد الكريم"
وكالة بيع السيارات ( رونو - داسيا - بيجو) "سوق الفلاح سابقا"
وكالة بيع السيارات ( رونو - داسيا - بيجو) "سوق الفلاح سابقا"
مزرعة الضاوية
مزرعة الضاوية

8 فبراير 2013

شهداء و مجاهدي وادي سُوف (5)

                                    19- الشهيد : محمد الأخضر الشايب (حمة لخضر) :

اشتهر باسمه الحربي (حمة لخضر), ولد بقرية الجديدة التابعة لبلدية الدبيلة سنة 1925 في أسرة ريفية محافظة, اشتغل زمنا بحفظ القرآن ثم انصرف إلى رعي الغنم.
عرف عنه اليقظة و الدهاء و الحس الوطني و قد دفعه فضوله السياسي إلى أن يتعرف على كثير من القادة والمناضلين الوطنيين قبل اندلاع الثورة فأهله ذلك لأن يحتل موقعا رياديا فيها, و لقد عمل مع محمد بالحاج و بن عمر الجيلاني و بن موسى بشير و كثير غيرهم و امتدت علاقاته إلى بعض القادة الكبار كمصطفى بن بولعيد وشيحاني بشير و آخرون.
و كانت المواجهات التي كان يخوضها المجاهدون التوانسة ضد التواجد الفرنسي من بين الأمور التي فتقت حسه العسكري و وعيه الحربي و منحته الشجاعة على أن يبادر بالتجنيد و جمع الأموال و الذخيرة و الإعداد المادي والنفسي لإشعال الثورة داخل البلاد حيث عمل في هذا المجال مع النواة الأولى التي فجرت الثورة في غرة نوفمبر المبارك.
انتبهت القوات الفرنسية لطبيعة نشاطه فقامت بسجنه مما حال بينه و بين المساهمة في اندلاع الثورة فأشعل فتيلها بتاريخ 17 نوفمبر في معركة حاسي خليفة الشهيرة و مضى على درب الثورة قائدا و منظما ينازل القوات الفرنسية ببسالة حتى سقط شهيدا يوم 1955/08/10 في معركة هود شيكة الضارية التي دامت ثلاثة أيام كاملة اكتوت فيها القوات الفرنسية بنيران المجاهدين.

 20- الشهيد : عبد الواحد مياسي :

 ولد الشهيد عبد الواحد مياسي في 30 ماي سنة 1938 بمدينة الوادي, عاش في أسرة ميسورة الحال تحظى باحترام و تقدير اجتماعي, تعلم القرآن الكريم و علومه في المسجد كما دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية حيث تحصل على الشهادة الإبتدائية و واصل دراسته في التعليم المتوسط و الثانوي حتى القسم النهائي, هذه المسيرة كانت استثنائية و غير متاحة في تلك الأيام و تعتبر انجازا كبيرا, و قد تمكن الشهيد خلالها من أن يجيد الفرنسية والانجليزية.
التحق بصفوف الثورة مجاهدا سنة 1957 و استمر في مسيرته النضالية حتى سقط شهيدا في إحدى المواجهات الأخيرة بين المجاهدين و القوات الاستعمارية سنة 1962.

21- الشهيد : المولدي ساكر :

 ولد الشهيد المولدي ساكر سنة 1927, بمدينة الوادي نشأ على الأخلاق الحميدة و الشرف متصفا باليقظة و الشجاعة, و جوده في المدينة جعله في لقاء مستمر بالجنود الفرنسيين و أعوانهم الأمر الذي أيقظ  في نفسه الأسئلة التي تدور حول الوجود الفرنسي بالبلاد.
انخرط في صفوف المجاهدين على الحدود التونسية الجزائرية بمنطقة الرديف تحديدا سنة 1955 و خاض معارك عديدة كمعركة زاريف سنة 1956 و عين طاهر سنة 1957 ثم معركتي الثلجة و الجبل الأبيض سنة 1958 كما شارك في هجوم استهدف مركز بوحجار بالقرب من مدينة سوق أهراس سنة 1961.
و كان قدره أن يسقط شهيدا في آخر معركة تمت بين المجاهدين و القوات الفرنسية بالقرب من مدينة تبسة يوم 18 مارس سنة 1962

 22- الشهيد : أحمد بن عمر (ميدة) :

 ولد الشهيد أحمد بن عمر المدعو ( ميدة )ابن علي  خلال سنة 1920 بقرية البياضة التي تبعد عن الوادي بنحو 5 كلم جنوبا, وقد نشأ في أسرة بسيطة وامتهن عند كبره مهنة جزار بسوق القرية المذكورة.
عمل الشهيد أحمد ضمن صفوف الحركة الوطنية بجانب بعض الوطنيين, وما أن اندلعت ثورة نوفمبر حتى انخرط في صفوفها سنة 1954, فكان يقوم بمهمة البريد الداخلي وجمع التموين إلى أن ألقي عليه القبض من طرف السلطات الاستعمارية وسجن ثلاث مرات وفي كل مرة يطلق سراحه لعدم اثبات تهمة ضده.
وفي أول شهر أفريل سنة 1957 ألقي عليه القبض للمرة الرابعة والأخيرة ضمن مجموعة كبيرة من الوطنيين وبعد عمليات التعذيب والبحث والاستنطاق نفذ فيه حكم الاعدام رميا بالرصاص قرب المكان المسمى الدبيديبي بالرباح وذلك يوم 15 أفريل 1957.

23- الشهيد : البشير عمامرة :

 ولد الشهيد البشير عمامرة بن علي خلال 1923 بالوادي ونظرا للظروف الطبيعية القاسية, مارس في بداية حياته الاجتماعية الفلاحة حيث كان بعيد عن والده الذي كان يعمل بمنطقة المناجم بالجنوب التونسي, وفي سنة 1949 غادر وادي سوف إلى قرية أمداورش بشمال الوطن ومارس التجارة هناك وفي هذه الأثناء انظم إلى دروس محو الأمية بمدرسة "حياة القلوب " التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بنفس القرية تم تخصص في تجارة التمور بمختلف أنواعها بين كل من الوادي وأمداوروش وتقرت والونزة, وخلال ثورة نوفمبر المباركة انخرط في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني بوادي سوف لأنه كان أكثر تواجد بها خلال سنة 1956 حيث كان يعمل متنقلا بين قرى المنطقة كما كان منزله منتدى للقاء المناضلين وأحيانا المجاهدين عند وصولهم الجهة وفي يوم 06 أفريل 1957 ألقت عليه قوات العدو القبض وذلك في إطار إكتشاف المنظمة المدنية بالوادي وفي أواخر الشهر المذكور اقتيد إلى الصحراء حيث اعدم رميا بالرصاص رفقة مجموعة من الشهداء.

24- الشهيد : بلقاسم عسيلة :

 ولد الشهيد بلقاسم عسيلة بن مصطفى  خلال 1900 بالرباح ولاية الوادي, وهناك تربى وترعرع ولظروف الحياة المعيشية إنتقل إلى الوادي حيث عمل تاجرا بسيطا وحين ظهور الأحزاب السياسية الجزائرية والعربية شارك فيها, وقد شارك كذلك في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وسافرا إلى تونس وهناك شارك في الحزب الدستوري التونسي بقيادة الحبيب بورقيبة وكما يقال سجن مع هذا الأخير في الزاوية الكحلة بالجنوب الجزائري, وعندما أفرج عليه عاد إلى الجزائر ليعمل في التنظيم المدني لجمع السلاح والمال لفائدة ثورة جبهة التحرير الوطني الجزائري ومنذ سنة 1955م وهو في هذا العمل المشرف وقد قبض عليه عدة مرات من طرف القوات الفرنسية المحتلة وسجن إلا أن النزعة الدينية والوطنية كانت أقوى من كل شيء وأخيرا وفي سنة 1956م قبض عليه للمرة الأخيرة وأودع سجن ثكنة الرباح وهناك سنة 1958 حكم عليه بالإعدام بعد عذاب أليم ونفذ فيه هذا الأخير من طرف الحاكم الفرنسي وفي نفس السنة ونفس المكان بالرباح.

25- الشهيد : الجيلاني عوينات :

 ولد الشهيد الجيلاني عوينات خلال سنة 1932 بحاسي خليفة لأسرة متواضعة الحال, اتجه إلى حفظ القرآن و مبادئ العربية و الفقه فحصل منها طرفا يسيرا و من ثمة انصرف إلى العمل من أجل المساهمة في إعالة أسرته.
عرفت عنه الأخلاق الفاضلة و الجدية و الصرامة و النضج انخرط في صفوف حزب الشعب منذ الأربعينات, و في سنة 1948 ألقت عليه القوات الفرنسية القبض و هو يعد عدته للجهاد بفلسطين لكن ذلك لم يقل من عزمه فكرس نفسه للتحضير للجهاد في البلاد ضمن صفوف حزب الشعب.
كلف من طرف جبهة التحرير بنقل البريد إلى مركز الحدود التونسية برديف إلى غاية رمضان من سنة 1957 ولما اكتشف عيون الاستعمار نشاطاته القي عليه القبض و أعدم في ذات الشهر.

26- الشهيد : علي بن مستور :

 ولد الشهيد علي بن مستور خلال سنة 1925 بالوادي, حفظ ما تيسر من القرآن الكريم في إحدى المدارس القرآنية و تلقى مبادئ العلوم اللغوية و الدينية و كشف عن حس وطني مبكر من خلال نشاطه في خلايا حزب الشعب سنة 1944.
انتقل إلى بلدة مداوروش في سنة 1945 حيث شارك في مظاهرات 08 ماي سنة 1945 للمطالبة بالاستقلال و وفاء فرنسا لوعودها ثم انتقل إلى تونس ملتحقا بجامع الزيتونة و مناضلا في صفوف جمعية الطلبة الجزائريين ومن ثمة عاد إلى الوادي سنة 1948 فعمل بالكشافة الجزائرية و أسهم بفاعلية في انتخابات المجلس التشريعي الجزائري, ألقت عليه القوات الاستعمارية القبض أكثر من مرة.
هاجر إلى فرنسا سنة 1953 من أجل الحصول على عمل حيث انخرط في العمل الثوري في ستراسبورغ حتى أغتيل سنة 1956.

27- الشهيد : علي بن عمارة :

 ولد الشهيد علي بن عمارة خلال سنة 1926 بالدبيلة من أسرة محافظة تمارس مهنة تربية المواشي بالوادي ببني قشة وبئر الحوش وجبل زريف وقد اشتهر منذ صغره بالأخلاق الفاضلة وكره الظلم.
وفي سنة 1956 التحق بصفوف جيش التحرير الوطني بجبل سندس تحت قيادة الشهيد الطالب العربي وقد شارك في عدة معارك مع جيش العدو الفرنسي إلى أن استشهد سنة 1958 بالجبل لبيض.

 28- الشهيد ميلودي العروسي :

ولد الشهيد العروسي بن عمار ميلودي خلال سنة 1909 بمدينة الوادي.بدأ مرحلة صباه بحفظ القرآن بالمسجد الكبير المعروف جامع سيدي مسعود،وفي سنة 1939 توجه نحو جامع الزيتونية لطلب العلم وبعد تخرجه سنة 1943 عين إماما للمسجد الكبير، وفي سنة 1946 أسس قائدنا أول مدرسة تابعة للحركة الوطنية،وعند تأسيس فوج الرمال بالوادي سنة 1947 شارك في الاجتماع التأسيسي للفوج وعين قائدا و موجها لشباب المنطقة وفي خضم انتخابات 1948 اعتقل بسبب موالاته لمرشح الحركة الوطنية أحمد ميلودي و أطلق سراحه سنة 1951 ، وفي سنة 1955 أعادة قوات الاستعمار القبض عليه لدعمه للثورة إلى أن أستشهد في 06 جويلية 1959 جراء التعذيب.

29- الشهيد علية دركي :

ولد الشهيد علية دركي خلال سنة1935 بمدنية الوادي من أسرة فلاحية عرفت بالاستقامة وحسن الأخلاق مما زاد في تهذيب سلوكه وكرام أخلاقه , حفظ القـرآن الكريم وهو في سن مبكرة, وفي نهاية الأربعينات انخرط في صفوف الحركة الكشفية بفوج الرمال بالوادي وكان بوحدة الجوالة , وفي سنة1955 هاجر إلى فرنسا فأقم بها سنة وحدة ثم التحق بصفوف جيش التحرير الوطني , وقد شارك في عدة معارك إلى أن استشهد في معركة بجبال الونزة عام 1959 .
                                                                                       شهداء و مجاهدي وادي سُوف     يتبع ... 

18 يناير 2013

شهداء ومجاهدي وادي سُوف (4)

بسم الله الرحمن الرحيم
  ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )  

تمهيد :
كما أسلفنا في الجزء الماضي (ج3) فقد كانت وادي سُوف من المناطق السباقة لإحتضان الحركة الوطنية في بداياتها الأولى كما كانت الممر الرئيسي الذي عبرت منه شحنات السلاح من الحدود التونسية الليبية باتجاه الأوراس التي فجرت به ثورة أول نوفمبر المجيدة. التي إلتف حولها أهل سُوف و احتضنوها و قدموا أموالهم و أرواحهم رخيصة من أجل تحرر هذا الوطن الغالي من الإستعمار الفرنسي الغاشم.
 يقدر العدد التقريبي لشهداء المنطقة بحوالي 768 شهيد تغمدهم الله برحمته الواسعة و أدخلهم فسيح جنانه.
سنواصل في هذا الجزء الرابع وفي الجزء القادم بحول الله عرض لمحات تاريخية وجيزة مما أمكننا جمعه عن مسيرة بعض شهداء المنطقة.     
4- الشهيد : حساني عبد الكريم : 
 ابن الطيب حساني الرجل المعدم الذي كان رمالا , يرفع الرمل على ظهره ويسقي الأرض بعرقه , والزهرة حساني الأم المربية التي قدمت للجزائر بطلا تتباهى به الأجيال.
 ولد عبد الكريم سنة 1939 من عائلة فقيرة بقرية البهيمة بوادي سوف جنوب الجزائر, اصغر أبناء الطيب الخمسة بعد فاطمة ومحمد وعبد الحفيظ وتونس , عاش طفولته مع أترابه , تعلم وحفظ ما تيسر من القران بمسجد القرية على يد جده الإمام - بن حميدة-
التحق بمدرسة البهيمة المختلطة - المسماة حاليا الشهيد تجيني الطاهر – في أكتوبر 1947 بعد عام من افتتاحها .
ولان الحياة قاسية قساوة ظلم الاستعمار في تلك السنوات العجاف , وحتى يعمل ويساعد أسرته على صعوبات الحياة , التحق الشهيد بأخيه عبد الحفيظ بمدينة برج بوعريريج بداية سنة 1954 بعد أن سبقه هذا الأخير إليها .
عمل عبد الكريم رغم صغر سنه عاملا أجيرا عند أقاربه لفترة , ثم اتخذ وأخاه عبد الحفيظ طاولة لبيع الحلوى مصدرا لرزقهما أمام ملعب البرج – مسعود بوزيدي حاليا –
كان الفتى الشاب اليافع يتقد قوة و شبابا و ذكاءا , يتمتع بشخصية جذابة يبيع الحلوى للأطفال كل يوم, ويودعهم بابتسامات بريئة عريضة ورهافة حس كبيرة وكأنه يعطيهم حلوى النصر من جهة , ويسلمهم مشعل الحرية من جهة أخرى , كان الفتى الموسوم ببراءة الأطفال الذي يعده القدر لتسلم المهام العظيمة....مهام الرجال.
ومع اندلاع الثورة التحريرية اشهرا بعد التحاق عبد الكريم بالبرج , ولأنه تميز بخصال الشاب الهاديء الرزين المسالم محل الثقة والاحترام , لفت هذا الفتى أنظار الفدائيين الذين تقربوا منه واتخذوه صديقا أمينا مكلفا بمهام , وأية مهام اجل وأسمى من شرف النضال .
لم تدم فترة السرية في نضال عبد الكريم طويلا , فقد تقرر أن يقوم بمهام اكبر وأصعب .....الصعود للجبل....
تنقل الشهيد عبد الكريم حساني بين جبال البرج مع إخوانه , مجاهدا مدافعا عن وطنه , يتوسد الحجر ويأكل الخبز الأخضر, لا يرى إلا الحرية أو الشهادة مطلبا إلى أن وقع عليه الاختيار.......
فرقة الكومندوس التي كونتها الثورة الجزائرية , أعطت المثال في السرية والاحترافية والروح القتالية العالية , اعتمدت قيادة الثورة عليها في حالة عجز المجاهدين أو استحالة القيام بعمليات خاصة.
كلفت فرق الكومندوس بالتدخل العاجل في العمليات الخطيرة والمستعصية والمهام
الصعبة , كفك الحصار وإعلاء صوت الثورة و القيام بعمليات ضد المستعمر وسط المدينة وتصفية الخونة وحراسة القادة ونقل الرسائل المهمة المستعجلة , وكل العمليات التي يصعب على المجاهدين القيام بها.
 احتضنت بيوت البرج و مداشرها , الشهيد عبد الكريم السوفي لما له من مكانة ومحبة وثقة , تنقل بين جبال العناصر والمنصورة والمقدم وشرشار والواد الأخضر وفيلاج تبخيارت والمخمرة ومشتة النويظير , جاعلا منها المخبأ والمعين واستراحة المقاتل.
ولان الفتى قد أصبح شابا فقد تقرر أن يتزوج , وافق الجيش , ولم تكن شريكة حياته القصيرة تلك , إلا المجاهدة الممرضة - مباركة لحرش – تلك البنت الصغيرة التي تربت في الحي القديم , يعرفونها اعز المعرفة.
ولان صدى ما يقوم به عبد الكريم قد بلغ الأسماع , استنفر قادة الاستعمار الفرنسي جميع وحداته للتمكن منه حيا أو ميتا , كان السوفي الذي ارهبهم فسموه التانغ أو الدبابة وجر ذلك على أخيه عبد الحفيظ التعذيب والتنكيل الشديدين .
 سنة 1960
 الليلة الأخيرة
في ليلة مظلمة باردة من ليالي شتاء البرج , الليلة الأخيرة التي لن تسمع المدينة بعدها وطأ لأقدام عبد الكريم , تزلزل أركان الغزاة و الخونة , وتزرع الأمل في نفوس الأهالي , كانت هذه الليلة بداية النهاية.
· استشهد عبد الكريم حساني , وارتفعت روحه تجوب الأزقة التي احتضنته , والجبال التي آوته , والقرية التي أنجبته , ارتفعت روحه الشريفة رافضة الذل والاستسلام , تاركة الدمع في مآقي الأحبة , تقابلها فرحة العدو الكبيرة بمقتل بائع الحلوى الحلوة الذي أذاقهم المر والخوف لسنوات .
 وهيهات أن تهتز الهمم , كبر الرجال , وخرجت النسوة يملان المدينة زغاريدا , يبكين ابنا شجاعا أبيا , و يسقين جثتي الشهيدين عطرا نديا ظل لأيام يعبق المكان برائحة الشهادة الزكية , صار عبد الكريم ابن الطيب والزهرة ابن الجزائر الحرة .
فارق عبد الكريم الحياة , تاركا أما تبكي اصغر أبنائها , أبا يعتصر حزنا , زوجة متألمة , وابنة لم يلاعبها كالآباء, لم يعطها الحلوى , ولم يسمعها تقول له يا أبي , فارق الحياة ورفاق له وأصدقاء طيفه لا زال في وجدانهم يعيش حيا طول الأبد.
· لم يمت عبد الكريم حساني , لان الشهداء لا يموتون أبدا , في موتهم حياة وفي حياتهم موت للغزاة , عاشوا لأجلنا وماتوا لأجلنا ....لأجل الجزائر
· استشهد عبد الكريم السوفي متوكلا على الله , مكبرا , حاملا رشاشه بيده وكانا به يبعث برسائله
· أمي ....لا تبك يا أمي , فاني مت حتى تفرحي , بفرحة الحرية والاستقلال , تشتاقين إلى واشتاق إليك , ولكن اشتياقي إلى الشهادة اكبر .....أردت أن تزفيني عريسا و توشحيني ببرنوسي الأبيض , وها قد زفتني أمهاتي بالبرج عريسا شهيدا في سبيل الله.
· أبي .....أيها الطيب الذي رباني , أرنو إليك أبي ,إلى نظراتك , إليك في الحوش توزع الحب بيننا , نتقاسم كسرة الخبز اليابسة في دفء .....أبي ها أنا قد مت من اجل أن ترفع راسك حرا في وطنك , لا يطأطيء بريدو والمستعمرون لك رأسا.
· أبناء بلدي ..... أبناء الجزائر..... ها أنا ابعث بهذه الرسالة علها تجدكم في أحسن حال , يرفرف العلم الوطني في سمائنا , ويعيش الوطن في دمائنا , ويمرح أبنائي على ارض أجدادهم أحرارا...... ها أنا أوصيكم بحب الوطن , فاني يوم حاصرني العدو مع رفيقي وانهالت النيران والرصاص عني من كل جانب , لم أر إلا الله ملجأ , فما استسلمنا ولن نستسلم دوما , حب الجزائر في عروقنا سرى , وما ندمنا ولن نندم أبدا , حب الشهادة في دمائنا جرى .
5- الشهيد : بن عمر الجيلاني :
ولد الشهيد بن عمر الجيلاني خلال سنة 1926 ببلدية العقلة وسط عائلة ريفية تمتهن الفلاحة, أبوه العربي بن عمر و أمه فاطمة الشايب عرف عنه شغفه بالصيد و حبه للرعي وزراعة الأرض, كعادة أقرانه من أبناء المنطقة أهتم الشهيد بحفظ القرآن على يد الشيخ بن علي الطاهر أمام مسجد البلدة, كان شديد الحرص على تعلم كل ما له صلة بالحياة العسكرية و كثيرا ما يطيب له استخدام السلاح الذي يستعمله والده في الصيد.أدت به اهتماماته هذه إلى قبول التجنيد في صفوف الجيش الفرنسي بين سنتي 1951 و 1953 بمنطقة الرمادة بتونس.
كثيرا ما دخل في مشاهدات مع بعض الضباط الفرنسيين فيما يخص القضايا الوطنية و دفعه حسه الوطني العربي الإسلامي إلى الانشغال بما كان يدور في تونس حيث قام بمساعدة الثوار التوانسة في نضالهم ضد فرنسا و غامر بمساعدتهم بالذخيرة و الأسلحة غير عابئ بالخطر الذي يتهدده, و لما أكتشف عيون الجيش الفرنسي نشاطه هذا زج به في السجن لعدة شهور و من ثمة تمكن من الفرار و الالتحاق رسميا بالثورة التونسية, و من داخلها خطر له تهيئة العمال الجزائريين المتواجدين بمنجم رديف لاندلاع الثورة داخل الجزائر, و أخذ على عاتقه مسؤولية التجنيد و جمع الأسلحة و الأموال و الذخيرة, و لقد كلفه محمد بالحاج المسؤول السياسي بالإشراف على الجهة الجنوبية من الوادي في حين كلف محمد لخضر بالعمل في الجهة الشمالية.
استمر في نشاطه السري حتى وقع أحد المناضلين العاملين معه في قبضة الجيش الفرنسي فانكشف أمره و اتجه بمن معه للحدود التونسية الجزائرية يستكمل تحضيراته و من هناك تمكن من تشكيل جيشا خاصا خاض به معارك بطولية.
كانت للشهيد علاقات جيدة مع كبار مسؤولي الثورة كالشهيد بولعيد و شيحاني بشير الذي عينه رسميا سنة 1955 في منصب القيادة, و من موقعه هذا خاض معارك باسلة لا تزال في ذاكرة الأحياء ممن شهدوها مثل معركة أم الكماكم و جبل عربات و شعبة القبض و المغطة و غيرها و مداهمات للمراكز الحدودية للعدو في بئر العاتر و نقرين و رديف و تمغزة.
و في شهرأكتوبر 1955 خاض معركته الأخيرة بجبل سندس في منازلة عسيرة حشد لها الجيش الفرنسي قوة عظيمة توجته بالشهادة بعد أن أعمل في القوات الفرنسية خسائر جسيمة في الأرواح و العتاد.
6- الشهيد : قمودي العربي ( الطالب العربي ) :
ولد الشهيد الطالب العربي قمودي سنة 1923 بالوادي, تلقى تعليمه على يد الشيخ غربي الطالب الصغير بقرية أولاد حمد التي منها انتقل إلى القطر التونسي ليستقر خلال سنة 1952 بمدينة الرديف كعامل بمنجم الفوسفات.
شارك في الثورة التونسية بفاعلية و دعمها بكل ما يملك الشيء الذي أسهم في نضجه و تكوينه السياسي والعسكري ثم انخرط في صفوف الثورة الجزائرية منذ أيامها الأولى و عقد اتصالات مهمة مع الشهيد مصطفى بن بولعيد و شيحاني بشير و بعد استشهاد الجيلاني بن عمر كلف بتموين الثورة و جلب السلاح و الإشراف على الحدود الجزائرية التونسية فقام بتوزيع قواته إلى كتاب صغيرة و فرقها إلى جهات متعددة في شكل دائري ليسهل الاتصال و المراقبة و النجدات.
عرف عنه اهتمامه بجنوده و تفقده لهم وسمعته الطيبة سهلت له الاستمرار في تجنيد الشباب في كتائبه حيث بلغ عدد جنوده 900 رجل خاض بهم ما يزيد عن 47 معركة و واقعة إلى غاية استشهاده في سنة 1957.
7- الشهيد : مصطفى مصباحي :
ولد الشهيد مصطفى مصباحي خلال سنة 1931 بمدينة الوادي لأسرة متواضعة فنشأ على الصلاح و التدين, هاجرت أسرته إلى الجنوب التونسي حيث تلقى تعليمه الابتدائي بمدينة متلوي ثم رجع مع أسرته إلى مسقط رأسه سنة 1940 حيث انكب على حفظ القرآن الكريم و العلوم اللغوية و الدينية فرس على مشايخ عدة مثل الشيخ الميداني بن موسى و الشيخ الهاشمي بن حميدة و غيرهم.
و في سنة 1948 بدأت اتصالاته برجال الحركة الوطنية و الإصلاح الديني مثل محمد بالحاج و بشير بن موسى وعلي مسطور و ونيسي الهاشمي و غيرهم, الذين كان لهم تأثير كبير في تكوينه السياسي فانخرط في صفوف حزب الشعب ثم حركة الانتصار و قد لوحظ عليه النباهة و حدة الذكاء رغم حداثة سنه فأسندت له مسؤولية التنظيمات السرية للحركة الوطنية.
غادر الوادي سنة 1952 بنصيحة والده لما رأى تحرش أعوان الاستعمار به فاختار اللجوء إلى بسكرة حيث توطدت علاقته بالشيخ العروسي ميلودي الذي سبقه إليها.
و في صيف سنة 1953 انتقل إلى تونس حيث تشبع بالوطنية التي عمقتها فيه الأحداث التي كانت تعيشها تونس آنذاك عاد في خريف ذات السنة إلى الوادي و لما قامت الثورة تحمل مسؤولية التنظيمات السرية المكلفة بالإعلام و التجنيد و التموين و الإشراف على المعارك و العمليات الفدائية.
و قد شهد له كل من عرفه بالشجاعة و الثبات و الغيرة الوطنية و تلقى التقدير من كل الذين عرفوه حتى ألقت عليه القوات الاستعمارية القبض سنة 1957 فنكلوا به تنكيلا شديدا حتى لفظ أنفاسه شهيدا في ريعان الشباب مخلفا وراءه ثلاثة أطفال.
 8- الشهيد : عبد الكريم خطاب :
ولد الشهيد خطاب عبد الكريم بن علي بحي الهمايسة بحاسي خليفة خلال 1919 و عندما بلغ سن الخامسة من عمره دخل مسجد الحي و قرأ فيه ما تيسر من القرآن الكريم و عندما بلغ سن الرجولة بدأ في مساعدة أبيه في الفلاحة و التجارة, و في الأربعينات انخرط في العمل السياسي داخل حزب الشعب إلى غاية اندلاع الثورة.
تحمل مسؤولية التنظيم السياسي و المالي بمنطقة حاسي خليفة و ساهم بحنكته و إخلاصه في تطوير النضال فيها, ونظرا لحركيته اعتقلته القوات الفرنسية و حولته إلى مركز لاصاص بالدبيلة و هناك مورس عليه أشد أنواع العذاب إلى أن سقط شهيدا في أفريل من سنة 1957.
9- الشهيد : هالي عبد الكريم :
ولد الشهيد هالي عبد الكريم سنة 1930 بقمار , حفظ القرآن الكريم على يد مشايخ بلده ثم اتجه إلى جامع الزيتونة ليستكمل تعليمه حيث تخرج منه سنة 1954 حاملا الشهادة العالية, و في أثناء دراسته بالجامع كان منخرطا في صفوف الحركة الوطنية التي كانت تنشط بين الطلبة و غيرهم هناك.
انظم إلى صفوف الثورة في مرحلة مبكرة من انطلاقها حيث دخل الوطن متجها نحو الأوراس, عاملا تحت راية القائدين مصطفى بن بولعيد و شيحاني بشير, و نظرا لقدراته المتميز عين في مشروع إنشاء جسر من القوافل الحاملة للسلاح التي تتحرك بين تونس و ليبيا و الوادي حيث يتم إرسال السلاح إلى مناطق كثيرة من الوطن رفقة صديقه الشهيد سعيد عبد الحي.
خاض معارك شرسة في الجنوب التونسي حتى وافته الشهادة سنة 1957.
الإعدام رميا بالرصاص.
10-  الشهيد : ونيسي الهاشمي :
ولد الشهيد ونيسي الهاشمي بن البشير وغزالة قدادرة خلال 1925 بالوادي , وهو من أسرة محفوظة من الناحية المادية ومن الناحية التعليمية حيث كان أبوه موظفا وقد اتيحت الفرصة للشهيد للتعلم وتحصل عل ى الشهادة الإبتدائية باللغة الفرنسية وبعد الدراسة اشتغل موظف في إدارة محلية ثم انتقل إلى إدارة البريد وأما عن حياته النضالية فقد كان رحمه الله من الشباب الواعي لقضية الوطن إذ كان قبل ثورة نوفمبر الخالدة منخرطا في حزب الانتصار للحريات الديمقراطية 1949 وعندما اندلعت الثورة التحريرية انظم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني نوفمبر 1955 وتلقى عدة أوامر من القائد قمودي الطالب العربي عن طريق غربي بشير ولقد ألقي الاستعمار الفرنسي عليه القبض في أفريل 1957 وبعد أيام محدودة أعدم بدون محضر, لقد ضحى في سبيل عزة الوطن.
11- الشهيد : أحمد لومي :
  ولد الشهيد أحمد لومي خلال سنة 1922 بالوادي و عاش طفولته في أسرة فقيرة مارس مهنة التجارة بمدينة تقرت التي أقام بها لكنه كان مشغولا بالقضايا السياسية و مراقبة الأوضاع و متابعة الأحداث و قراءة الجرائد والمجلات كمجلة المنار التي كان يبيعها و يوزعها حتى سجنته القوات الفرنسية اشتباها في بعض نشاطاته.
انتقل إلى مدينة بسكرة حيث اتصل بالشهيد ونيسي الهاشمي سنة 1955 فأرسله إلى الوادي ضمن المنظمة المدنية لجبهة التحرير مكلفا بجمع الاشتراكات و التبرعات.
اكتشفت القوات الفرنسية أمره في شهر أفريل من سنة 1957 ضمن اكتشافها لجميع عناصر المنظمة المدنية بالوادي فأودع السجن حيث نال تعذيبا رهيبا إلى غاية استشهاده في 05 أفريل 1957.
12-  الشهيد : الأرقط الكيلاني :
ولد الشهيد الأرقط الكيلاني خلال سنة 1920 بالوادي في أسرة متواضعة تهتم بالعلم و المعرفة, حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم اتجه إلى تونس للدراسة بجامع الزيتونة, عاد إلى الوادي ليمارس التدريس بمدرسة الشيخ الهاشمي الكائنة بسوق الوادي و عمل مترجما للغة الألمانية في أثناء الحرب العالمية الثانية, انخرط في النضال الوطني مبكرا إلى جانب كل من ميلودي أحمد و العمودي و ساهم في إنشاء الصفوف الكشفية الأولى في الوادي حيث قدم استعراضا كشفيا أمام مقر الحاكم العسكري سنة 1948 تم تحمل مسؤولية التنظيم السري – لجنة الثورة والعمل – الأمر الذي عرضه لملاحقة القوات الاستعمارية ففر إلى تبسة ثم إلى مداوروش ثم إلى خنشلة حيث باشر التحضيرات الأولى لانطلاقة الثورة. عقد علاقات هامة مع كبار قادة الثورة مثل مصطفى بن بولعيد و عباس لغرور و شيحاني البشير و ظل مجاهدا نشيطا مخلصا إلى غاية استشهاده في مارس سنة 1956 بالحدود الجزائرية التونسية.
13-  الشهيد : تواتي أحمد مصطفى :
ولد الشهيد تواتي أحمد مصطفى بن البشير و هقي فاطمة خلال 1922 بالوادي, من الطبقة المتوسطة وحيد عند أمه وكان مستواه الثقافي حمل القرآن الكريم وشهادة الإبتدائية بالفرنسية منذ وفي 1954 طلبته الحكومة الفرنسية للتوظيف بالبلدية مقابل شروط وهي حمل السلاح لمدة سنتين بصفته (حركي ) في بئر الجديد بجنوب الوادي رفض الشهيد ورفض التوظيف لذلك صار محلا للشبهات وأصبحت الخطط تتخذ ضده , حتى حبس بالضغط وتوقف عن عمله التجاري فدخل عامل بشركة للقطاع الخاص, لقد كان الشهيد عضوا بحزب البيان وكان ممثله بالمنطقة وحين قيام الثورة كان من السابقين على هذا الواجب المقدس حيث بدأ مشاركته وانضمامه خلال 1955 بالاتصالات العديدة من الرديف بالقطر التونسي وكان له اتصال مباشر بالقائد عبد القادر قمودي الطالب العربي ذهابا وإيابا وكان هذا في إيطار القيام بعدة نشاطات وكان يتقلد مهام ثورية كثيرة للقيام بها داخل الوادي وأصبح مهيكل في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني في نوفمبر 1956 وبقي مستمرا في عمله إلى تاريخ الفقدان والوفاة وذلك في ديسمبر 1957 بالوادي وفي هذا التاريخ تعرض بيته إلى التهديم والتحطيم ونهب ما فيه مع التحدي والتشتيت للأسرة.
14- الشهيد : الطاهر هزلة : 
   ولد الشهيد الطاهر بن صالح هزلة وفاطمة بمدينة الوادي خلال سنة 1918 عاش فترة صباه بالوادي ثم انتقل إلى المقرن أين سار يرعى الغنم والإبل كما اشتغل بالفلاحة في بستان والده بجانب إخوته, وبعد فترة مارس فيها الميدان الفلاحي سافر إلى مدينة الونزة وعمل بمنجم الفوسفات من سنة 1946 إلى غاية سنة 1956, وفي هذه الأثناء انضم إلى صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني فكلف فيها بجمع المال والتبرعات.
ونتيجة لمراقبة العدو المستمرة لتحركات الوطنيين القت السلطة الإستعمارية في بادئ الأمر القبض على رفيقه عبد الله هزلة لما تأكدت أيضا من النشاط النضالي والوطني القائم به الشهيد الطاهر عملت السلطة إلى البحث عنه وعندئذ قرر الخروج من المنطقة فاتجه إلى مدينة الرديف بالتراب التونسي حيث مقر سكن أخته, ومن الرديف التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في آخر سنة 1956وفي هذه الأثناء أرسل في مهمة إلى داخل الوطن تتمثل في حمل الأسلحة وتسليمها إلى الشهيد مصطفى بن بولعيد وكان ضمن هذه الدورية عدد من أفراد عائلة هزلة وهو محمد الطيب, ومحمد بن سالم, وابن عمه المولدي وبعد أن استراحوا في مكان المسمى " عالي الناس" وهو جبل قرب خنشلة, وكانت عين العدو لهم بالمرصاد للتعرف على مكانهم فتقدمت بقوة كبيرة اشبكوا معهم لمدة يومين رغم مفاجأة القوات الفرنسية. وفي النهاية تم القضاء على أفراد الدورية ولم يسلم منهم سوى إثنين منهما الشهيد الطاهر هزلة الذي استشهد في شهر فيفري 1957.
15-  الشهيد : علي عيادي :
 الشهيد علي عيادي بن الساسي و إمباركة خياري ولد خلال 1920 بتقرت, تحصل على شهادة الإبتدائية بالفرنسية, كانت الحالة العائلية لوالديه متوسطة , اشتغل موظف في إدارة البريد كان مناضلا في جل الحركات الوطنية قبل الثورة حزب الشعب الجزائري, وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية ومؤسس الحركة الكشفية في المنطقة بصفته أول قائد لفوج الرمال للكشافة الإسلامية الجزائرية بالوادي خلال 1947.
تاريخ بدأ النضال 1955, تاريخ إقافه 02/04/1957, تاريخ إعدامه 05/04/1957 ورفقائه عدة شهداء من بينهم الجيلاني زلاسي والهاشمي ونيسي رحم الله الشهداء.
 16- الشهيد : انصيرة المولدي :
ولد الشهيد انصيرة المولدي بن الصادق ومسعودة خلال 1923 بالوادي في أسرة متواضعة نشأ تحت رعاية أبيه الذي أدخله المدرسة الإبتدائية وفيها تحصل على الشهادة الإبتدائية سنة 1939 وكان واعا بالسياسة منذ بلوغه سن الرشد انخرط في عدة أحزاب في سنة 1939 إلى اندلاع الثورة, فأخذ يدعوا الناس للتجنيد والمساهمة المادية والمعنوية وفي جانفي 1956 كان همزة وصل بين مدينة الوادي والجنوب التونسي وبالتحديد منجم الرديف أين تتجمع وتنطلق قوات جيش التحرير وكانت مهنته كممرض بعيادة حاسي خليفة ساعدته على اللقاء بالناس والتحدث إليهم عن الثورة تحت ستار العلاج وسعى في تزويد جيش التحرير بالأدوية إلا أن المستعمر لم يكن غافلا عن عمله ولم يهمله فألقي عليه القبض في شهر أفريل 1957 و وضعوا في عنقه حبلا وجروا وراءه سيارة عسكرية حتى استشهد تحت التعذيب.
17-  الشهيد : انصيرة الهاشمي :
ولد الشهيد انصيرة الهاشمي بحي تكسبت الوادي سنة 1924 من عائلة فقيرة , كان يعمل جزار بالجزائر العاصمة ويسكن بشارع استاتي غرفة رقم 03 ومن رفقاء الشهيد نصيرة الهاشمي السيد ارحومة الصحراوي,  الذي  كان معه في المنظمة السرية بالعاصمة التي دخلها سنة 1955 وقد قام ببعض العمليات الكبرى وقد نشرت أخباره بالصور كل الجرائد الفرنسية  وهو مرمي على الأرض وكذلك تكلمت عليه بعض الإذاعات العالمية, استشهد في سبتمبر 1957 بالجزائر.
 18- الشهيد : باهي علي :
ولد الشهيد باهي علي بن أحمد ومريم خلال 1932 بالوادي وكان يعمل أي عمل يقع تحت يده وتقلب في عدة مهن حرة وذلك خدمة لوالدته وأخواته حيث تركه أبوه وهو أكبرهم كما كان يراعي ظلم الاستعمار والعمل على التخلص منه فكثف اتصالاته السرية بمسؤولي الجهة وأعوانهم في 15 جانفي 1956 منهم علي بن صالح وعمار المدعو بوريقة وقد قام بعدة نشاطات وعندما لاحظ زملائه بأنه أصبح متابع أدخلوه نهائيا في صفوف جيش التحرير الوطني وكان تحت قيادة بشير مزيان وقد شارك في معركة الدبيديبي وتخلص من متابعة الاستعمار وانتقل إلى جامعة واتصل بنصرات حشاني وشارك في عدة معارك استشهد في معركة وادي جدي قرب أوماش ولاية بسكرة في ماي 1958.
                                                            
                                                                          شهداء ومجاهدي وادي سُوف   يتبع ...