Comments system

111

أهلا وسهلا بكم في وادي سوف الأصيل ***وادي سوف الأصيل ***

20 فبراير 2010

أصل تسمية وادي سُوف

تسمية وادي سُوف :
إختلف المؤرخون في أصل تسمية "وادي سُوف" فمنهم من ربطها بدلالات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطبيعة المنطقة الجغرافية حيث نسبوها لوادي الماء الذي كان يجري قديمًا في شمال شرق هذه المنطقة و لكن هذا الوادي أو النهر الصحراوي قد اختفى بمرور الزمن بفعل تراكم الرمال الكثيفة على مجراه و قد ذكر ابراهيم بن محمد الساسى العوامر صاحب كتاب "الصروف فى تاريخ الصحراء وسوف " أن قبيلة " طُرُود " العربية لما قدمت لهذه المنطقة في حدود سنة 690 هـ / 1292م قد أطلقوا عليها اسم الوادي و الذي استمر في الجريان حتى القرن 14 للميلاد .
وقيل أيضا أن قبيلة "طُرُود" لما دخلت هذه الأرض وشاهدت كيف تسوق الرياح الرمال قالوا إن تراب هذا المكان كالوادي في الجريان لا ينقطع .
إلا أن الإعتقاد السائد بأن الرأي الأول هو الأرجح أي أن هذه المنطقة قد كانت على ضفاف نهر صحراوي كان يجري بها منذ قرون خلت و لعله هو الذي ساعد سكان هذه المنطقة الأوائل على الاستقرارفي هذه المنطقة لأنه وكما هو معلوم أن العيش في البيئة الصحراوية غالبًا ما يعتمد على الماء و الكلأ الذي يمكن من الاستقرار و الزراعة و لعل ما يرجح هذا الرأي أيضا أن الماء متوفر في هذه المنطقة بكميات كبيرة جدًا و هو ليس بعيد كثيرًا عن سطح الأرض حيث أن السكان الأوائل في سُوف قد قاموا بزراعة النخيل غير بعيد عن مستوى المياه الجوفية القريبة من سطح الأرض فكانوا يحفرون مساحات كبيرة من الأراضي يطلق عليها محليًا إسم " الغُوط" أو " الغيطان" و يغرسون فيها نخيلهم التي لا تحتاج أبدًا للسقي بل ترسل جذورها في المياه الجوفية و لا يقوم المزارعون إلا بالعناية بها و تلقيحها بغبار الطلع في موسم الإلقاح و مازال هذا النوع من زراعة النخيل سائدًا في بعض المناطق من وادي سُوف لحد الآن.
أما الدلالة اللغوية لهذه التسمية "وادي سُوف" فهي كلمة مركبة من جزئين الجزء الأول وادي : أي نهر متوسط أو صغير و الجزء الثاني سُوف : و هي كلمة لها العديد من المعاني فهناك من قال أنها مشتقة من كلمة "سيوف" و التي يقصد بها سيوف من الكثبان الرملية وأصلها كلمة سيف أي "السيف القاطع" وأطلقت على الكثبان الرملية ذات القمم الحادة الشبيهة بالسيف.
كما نجد في اللغة العربية أن كلمة "السوفة والسائفة" وهي الأرض بين الرمل والجلد، وعندما تثير الريح الرمل تدعى "المسفسفة" وهذا ما جعل أهل سوف يطلقون على الرمل "السافي". - وقيل نسبة إلى "الصوف" لأن أهلها منذ القدم كانوا يلبسون الصوف، وقد كانت مستقرا للعبّاد من أهل التصوف الذين كانوا يقصدونها لهدوئها، إضافة إلى أنها كانت موطنا لرجل صاحب علم وحكمة يدعى "ذا السوف" فنسبت إليه. كما يربط بعض الباحثين بين سوف وقبيلة مسوفة التارقية البربرية، وما ذكره ابن خلدون، يفيد أن هذه القبيلة مرت بهذه الأرض وفعلت فيها شيئا، فسميت بها، وتوجد الآن بعض المواقع القريبة من بلاد التوارق تحمل اسم سوف أو أسوف و"وادي أسوف" تقع جنوب عين صالح.
هذا مع العلم أن كلمة "سُوف = أَسُوف" باللهجات البربرية المختلفة يعني كلمة الوادي أي كأن كلمتي "وادي سُوف" يقصد بها "وادي الوادي" تأكيد لهذا الأسم الذي أطلقه البربر والعرب على حد سواء على هذه المنطقة لأنه وكما هو معلوم و مع أن سكان سُوف الأوائل و الحاليين ينتسبون لعدة قبائل عربية قدمت من مناطق عديدة من شبه الجزيرة العربية واليمن عبر فترات زمنية أعقبت الفتوحات الاسلامية للمغرب العربي و التي سنتطرق إليها فيما بعد إلا أن هذا لا ينفي أن هذه المنطقة قد عرفت تواجد و مرور العديد من القبائل البربرية بها واحتكاك سكانها بهم و هذا ما تؤكده بعض التسميات البربرية لبعض المناطق بوادي سُوف مثل "تكسبت" (اسم ملكة بربرية قديمة) "تغزوت" "ورماس"...ألخ
كذلك تسميات بعض أنواع التمور بالمنطقة مثل : "تافرزايت" "تكرمست"...ألخ
مع العلم أن هذه المنطقة لها جوار جغرافي مع بعض القبائل البربرية قديمًا كقبائل النمامشة بمنطقتي تبسة و خنشلة شمال وادي سُوف.
وعلى ما يعتقد فإن أول من ذكرها بهذا الجمع "وادي سُوف" في العصر الحالي هو الرحالة الأغواطي في حدود 1829، ثم انتشرت هذه التسمية على يد الفرنسيين بعد احتلالهم للمنطقة.

16 فبراير 2010

وادي سُوف الأصيل لمحة تاريخية عامة

أعزائي المتابعين معذرة عن هذا الإنقطاع عن التواصل معكم بفعل مشاغل الحياة اليومية و الإهتمامات الأخرى التي قد شغلتني هذه الفترة الطويلة نسبيا عن التدوين و تزويد المتابعين الكرام ببعض المعلومات و الأخبار عن مدينتي العزيزة وادي سُوف لكنني أعدكم بمواصلة المشوار عن قريب بحول الله و ذلك بالتطرق لأهم المراحل التاريخية و الإجتماعية والإقتصادية التي عرفتها منطقة وادي سُوف العريقة و ذلك لتعريف أبناء المنطقة الكرام و أبناء الجزائر و الوطن العربي الكبيرعلى خصائص ومميزات هذه المنطقة العريقة على مدى القرون الماضية وصُولاً للقرن الواحد و العشرين فسأحاول إن شاء الله التطرق للمواضيع التالية :
1- نبذة عن الأصول و الجذور التاريخية العربية و الإسلامية لوادي سُوف.
2-الحياة الاجتماعية و الاقتصادية بوادي سُوف في القرون الوسطى.
3-الحياة الاجتماعية والاقتصادية بوادي سُوف في القرن التاسع عشر "قبيل الاحتلال الفرنسي".
4-الاحتلال الفرنسي لوادي سُوف و أهم المقومات الشعبية لهذا الاحتلال.
5-الحياة الاجتماعية و الاقتصادية بوادي سُوف في فترة الاحتلال الفرنسي.
6-أهم الأنشطة الثقافية و الفكرية بوادي سُوف في النصف الأول من القرن العشرين.
7-المساهمة في الثورة التحريرية الكبرى و أهم المعارك و الثوار بوادي سُوف.
8-الحياة الاجتماعية و الاقتصادية بوادي سُوف غداة الاستقلال.
9-الحياة الاجتماعية و الاقتصادية بوادي سُوف في فترة السبعينات و بداية الثمانينات.
10-تأسيس ولاية الوادي الولاية الـ 39 بالجمهورية الجزائرية بمنطقة وادي سُوف وما جاورها من مناطق.
11-النهضة الاجتماعية و الاقتصادية بوادي سُوف في فترة التسعينات من القرن الماضي.
12-التطور السكاني و العمراني الاجتماعي الاقتصادي بوادي سُوف في بدايات القرن الواحد و العشرون و لأيامنا هذه.
أعلم أن التطرق لمثل هذه الملفات الضخمة في هذه المدونة المتواضعة بشيء من التفصيل قد يحتاج للعشرات بل المئات من الكتب و المجلدات و لكن سأحاول جاهدًا الإلمام بالمهم و الأهم من هذه الأحداث دون الخوض في التفاصيل الدقيقة و الأحداث الهامشية.
أخيرًا تحياتي لكل من ساعدني من قريب أو بعيد و لو بكلمة شكر في الاستمرار في هذا العمل المتواضع الذي أرجوا أن يكون شمعة تضيء دروبنا في زمن الظلمة الحالكة رغم تعدد مصادر الأنوار... والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
عادل السُوفي