تقديم :
إن الموقع الإستراتيجي الذي تتبوؤه وادي سوف باعتبارها منطقة عبور بين شمال الوطن وجنوبه و باعتبارها منطقة حدودية لا تبعد كثيرًا عن الحدود التونسية الليبية و لإشتهار المنطقة منذ بدايات الاحتلال الفرنسي بعمليات تهريب البارود و الأسلحة من الدول المجاورة و التي عجزت سلطات الاحتلال الفرنسي عن إيقافها بصورة نهائية جعلها تلعب دورًا رئيسا في تسليح الثورة منذ بدايتها. كما أن انتشار الحس القومي و الوطني بين صفوف سكان المنطقة في ثلاثينيات و أربعينية القرن الماضي جعل نخبة من أبناء سُوف يتحدون الصعاب و يخاطرون بأنفسهم و أموالهم في سبيل توفير السلاح الذي كان بمثابة الوقود الحيوي الذي احتاجته الثورة فيما بعد من اجل إنطلاقها و استمرارها في مجابهة أشد القوى الاستعمارية بطشا و طغيانا.
كما تطرقنا فيما سبق لجانب من حياة بعض مجاهدي و شهداء منطقة وادي سوف الذين شاركوا في الثورة التحريرية الكبرى سنركز في هذه الأسطرعلى عمليات جلب السلاح من البلدان المجاورة و طرق إيصاله إلى منطقة الأوراس و أبرز الشخصيات التي قامت بهذه الأعمال البطولية .
ظهرت المنظمة الخاصة بمنطقة وادي سوف سنة 1947م ، وبرز معها الفكر الثوري الذي تجسد في عمليات التسليح التي قامت بها حركة انتصار الحريات الديمقراطية قبل اندلاع الثورة التحريرية ، وبعد اندلاعها تولى المهمة النظام المدني التابع لجبهة التحرير الوطني الى غاية اكتشافه سنة 1957م .
تنظـــيم عمليـات الــتسليح :
لقد اتسمت عمليات التسليح بالنظام والدقة ، وكذلك السرية التامة التي كانت أهم شي ركز عليه قادة جبهة التحرير الوطني في هذه العملية ، وقسمت هذه العمليات من حيث التنظيم الى ثلاثة أقسام أساسية وهي كالتالي :
1- النظــــــــام السيـــاسي :
وتترتكز مهمة هذا النظام في تقديم المساعدات المالية للحزب ، من خلال توزيع المناشير والمجلات، والاشتراك في الخلايا والأفواج التي تقوم بمهمة الدعاية والأخبار وكذلك تجنيد المواطنين وبعث الروح الوطنية في نفوسهم، ومدارسة الأوضاع السياسية المختلفة للحزب، وجمع الاشتراكات من المواطنين وإنشاء فروع للحزب في كافة أنحاء المنطقة 2- النظــــــــام العسكــــري :
ويتمثل هذا النظام في المنظمة الخاصة ، التي هي عبارة عن خلية منظمة وسرية ، وهذه الخلية بمنطقة وادي سوف تظم عدة أشخاص وهم : "المولدي ونيسي" رئيسا لهذه الخلية ، "أحمد ميلودي" مسؤولا على تكوين خلايا هذا النظام ، "عبد القادر العمودي" ، "محمد بلحاج ميهي" ، "البشير بن موسى" ، "محمد سلطاني" ، ويقوم هذا النظام بمهمة تدريب المناضلين على العمل العسكري وحرب العصابات ، وتدريبهم على كيفية استعمال السلاح هذه العملية التي كانت تتم في أماكن معزولة عن التجمعات السكانية وفي سرية تامة ، كما يقوم هذا النظام بجمع المواد المتفجرة وصناعة المتفجرات ، وجمع الأسلحة التي كلف بها "محمد بلحاج ميهي" .
محمد بلحاج ورحـــــــــلات الـــتسـلـيح :
لقد لعب الشهيد "ميهي البشير بن عبد القادر" المدعو "محمد بلحاج" دورا كبيرا في هذه العملية، وهو من مواليد 1919م، بالوادي وبالضبط من حي أولاد احمد ، ترعرع وسط عائلة ميسورة الحال ، نظرا لكونه وحيد والديه من حيث الذكور وسط عدة إناث، ولكون والده يملك ثروة معتبرة من النخيل . حفظ البعض من القران الكريم ثم أدخله والده الى المدرسة العربية وهي مدرسة الشيخ "عبد العزيز الشريف" ، كره فرنسا منذ الوهلة الأولى وازداد كرهه لها بعد أن أعدمت السلطات الفرنسية أعمامه الثلاثة وهم : "علي و "سالم" وكذلك "عبد الرحمن" في سجن "لامبيز" ، أحب جمعية العلماء المسلمين وشارك في التظاهرات التي أقيمت بمناسبة زيارة الشيخ "عبد الحميد بن باديس" لوادي سوف سنة 1937م ، كما كان من الشبان الذين قاموا بالانتفاضة رفقة "عبد العزيز الشريف" سنة 1938م والتي تدعى "بهدة عميش الثانية"، حيث قاموا بقتل العديد من العساكر وأحرقوا بعض المرافق ، وقام المستعمر باعتقال العديد من الأهالي وكذلك مقاديم الطريقة القادرية ، حيث أخذوا الى سجن الكدية بقسنطينة ، وذاقوا أبشع أنواع التعذيب ومنهم من مات جراء ذلك . كان "محمد بلحاج" من مؤسسي الخلية الأولى لحزب الشعب بسُوف رفقة الشهيد "ونيسي الهاشمي" الذي كان له الفضل في زرع النواة الأولى لهذا الحزب رفقة "عبد القادر العمودي" و"أحمد ميلودي" وكذلك "ونيسي المولدي" و"الشافعي قدادرة" و"بشير بن موسى". في سنة 1947م كُلف من طرف "محمد بلوزداد" بمهمة جمع السلاح وربط الإتصالات مع منطقة بسكرة والتي كان المسؤول بها "العربي بن مهيدي"، كما أن "عبد الحميد مهري" و"أحمد بودة" و"كذلك "مسعود بوقادوم" لما جاءوا إلى وادي سوف في الحملة الانتخابية لانتخابات المجلس الجزائري سنة 1948م ، قاموا بتحريض الشباب على الإنخراط في النظام ونجحوا في هذا وازداد الانخراط ، وكلف "أحمد ميلودي" بتمثيل حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ، في هذه الانتخابات بسوف ، وقد شارك "محمد بلحاج" في اجتماع بلكور لهذه الحركة سنة 1948م .
وفي هذه السنة أيضا اتصل "محمد العربي بن المهيدي" بالمجاهد "محمد بلحاج" وكلفه بجلب الأسلحة من طرابلس وإيصالها الى الاوراس عن طريق القوافل ، فلقد كان مشهورا بتجارة الأسلحة حيث أنه قام بمثل هذا العمل قبل الثورة ، وجلب قافلة سلاح متكونة من خمسة جمال خبئت في منزل "البشير جاب الله" بالرقيبة، وكذلك في الوادي في منزل "عدوكة بلقاسم" ، ثم رتب لها بعد ذلك ونقلت الى الأوراس، وامتد العمل على هذه الوتيرة وتم نقل العديد من كميات السلاح الى "أريس" عن طريق "زريبة حامد" ، كل هذا بتخطيط من "محمد بلحاج" رفقة "عبد القادر العمودي" و "البشير بن موسى".
كما قام "عبد القادر العمودي" رفقة "غندير البشير" بشراء الأسلحة من تجارها في طرابلس وتونس وتوصيلها الى بسكرة ، ثم تم نقلها إلى الأوراس، والجدير بالذكر أن أول دفعة سلاح وصلت الى الأوراس كانت من طرف "محمد بلحاج" سنة 1948م ، حيث تم جلبها بعد السفر إلى ليبيا عن طريق تونس ، وقام "محمد بلحاج" بشراء كمية من السلاح من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وساعده في هذه العملية شخص ليبي يدعى "الكوني الشين"، ولقد دامت رحلته هذه حوالي ثلاثة أشهر، ثم رجع "محمد بلحاج" واصطحب معه دليل صحراء ، وعاد بحمولة 07 جمال محملة بقطع السلاح والذخيرة ، وتم توصيلها عن طريق الجمال الى "زريبة حامد" قرب بسكرة وخبئت في أكثر من غوط (بستان للنخيل) شرق الوادي . ثم قام "محمد بلحاج" رفقة "عبد القادر العمودي" بتغيير طريقة تهريب السلاح وأصبحت كميات السلاح تنقل داخل حمولات التمر في الشاحنات المتجهة ناحية بسكرة، وهذا بعد أن أصبحت السلطات تتبع القوافل بعيونها المتمثلة في العملاء وعرافي الأثر(الجرة) ، وتمكنوا من القبض على "غندير البشير" في افريل 1951م .
ولقد كان "محمد بلحاج" أيضا من مؤسسي فوج الرمال للكشافة الإسلامية بالوادي بإشرافه على تدريب الشبان وزرع الروح الوطنية في نفوسهم .
ألقي عليه القبض في سبتمبر1954م بتهمة تهريب السلاح ليفرج عنه أوائل جانفي 1955م حيث تم وضعه تحت الإقامة الجبرية ، وقد تمكن من الفرار من الإقامة الجبرية بعد أن منحه قائد المنطقة الجنوبية جواز سفر بتحايل من الشيخ "طليبة عبد القادر" شيخ عرش "أولاد احمد" ، وانتقل الى تونس.
التحق "محمد بلحاج" بالأمانة العامة في تونس ، وكلفه "السعيد عبد الحي" بالتنسيق بين الأمانة العامة وقيادة "الطالب العربي" ومسؤولية توفير السلاح و المؤونة.
وفي سنة 1956م أرسله مسؤول الأمانة العامة "السعيد عبد الحي" الى مصر لحضور مؤتمر حزبي واستقبله الرئيس "جمال عبد الناصر" شخصيا وأهداه خمس بدلات عسكرية خاصة بالجيش المصري.
ألقي عليه القبض في تونس سنة 1957م وبحوزته كمية من السلاح والذخيرة وبقي في السجن الى غاية 1961م .
والجدير بالذكر أن رحلات شراء الأسلحة كانت قسمين ، قسم جلب من تونس وآخر من ليبيا، وكانت أربعة رحلات من حيث التعداد، وهي كالآتي :
الرحلة الأولى :
تمت هذه الرحلة سنة 1948م، وقد خصص لها مبلغ 8400 فرنك فرنسي، واستغرقت هذه العملية مدة ثلاثة أشهر وأربعة أيام اشرف عليها "زواري أحمد الصادق" بمعية "ميهي محمد بلحاج" ، وكانت عبارة عن قافلة قوامها 3 جمال محملة بما يلي:
*100 استاتي طليان من درج بـليبيا .
* 300 خرطوشة .
الرحلة الثانية :
تمت هذه الرحلة سنة 1948م، وقد خصص لها مبلغ مــالي قدره 300.000 فرنك فرنسي، واستغرقت وقتا قدره شهرين ونصف، وتمت بإشراف "ميهي محمد بلحاج" ، وحمولة هذه الرحلة القادمة من "قصر بن أخداج" بتونس هي عبارة عن 03 جمال محملة بما يلي:
*150 قطعة منها 80 استاتي طليان.
* 30 مسدس.
* 02 قطع مدفع رشاش ألماني الصنع .
*10 قطع رشاش أمريكي الصنع.
*10 بنادق نوع 86.
* 18 أرباعي مع 3000 خرطوشة صنع ايطالي وفرنسي.
الرحلة الثالثة : تمت هذه الرحلة سنة 1949م ، وقد خصص لها مبلغ قدره 500.000 فرنك فرنسي، وهي عبارة عن 06جمال كانت محملة بما يلي:
* 200 قطعة سلاح مختلفة .
* 30 مسدس.
* 1000 بنيار (سكين).
* 5000 خرطوشة مختلفة الصنع.
الرحلة الرابعة : تمت هذه الرحلة سنة 1951م ورصد لها مبلغ يقدر بــ 400.000 فرنك فرنسي، قام بها "ميهي محمد بلحاج" رفقة بعض المناضلين من بينهم "واده علي" و "زواري أحمد الصادق" وكذلك "تامة علي" وشقيقه "الطيب" وكان منطلق هذه الرحلة من "المرازيق" بتونس وهي عبارة عن 03 جمال محملة بما يلي:
*50 بندقية ايطالية الصنع.
*10 ماص 36.
*20 استاتي عيار 7.5.
ـ 2000 خرطوشة.
خط تنقل قوافل جلب السلاح :
كان خط التنقل داخل التراب التونسي انطلاقا من وادي سوف هو المرور "بقرية دوز" الحدودية ثم إلى "حامة بن زيد" ثم "جبل بن اخداج" إلى "أم الدنين" ، "الحواية" ، "بلقردان" ، "تطاوين" ، "دويرات" ، "أولاد دباب" .
أما فيما يخص خط التنقل داخل التراب الليبي فهو المرور بمنطقة : "نالوت" ، "جبل أولاد محمود" ، "الحوامد" ، "أرحيبات"، "فصاطو"، "الزنتان" ، "الرجبان" ، "يفرن" ، "طرابلس" .
كما أن هناك كميات أخرى من الأسلحة جلبت بفضل بعض المناضلين مثل الأسلحة التي سلمت من طرف المناضلين : "أحمد بن غريسي" ، و "العربي عيشوش" خلال سنتي 1946م – 1947م ، وبلغ عدد هذه الأسلحة : مائتان واثنان وثلاثون قطعة سلاح ، زيادة على هذا ما قدمه المناضل "البشير زيتونة" ، و "سعد بن محمد الكبير عيشوش" الذي جلب اثني عشرة قطعة سلاح، كما سلم "المولدي ونيسي" للثورة العديد من الأسلحة من بينها ما يلي :
*11 استاتي.
* رشــاش ايطالي الصنع، و500 خرطوشة.
* مسدس أوتوماتيكي أمريكي الصنع، ومعه 100 خرطوشة.
أماكن تخزين السلاح بمنطقة وادي سُوف :
ومما يجدر الإشارة إليه أن هذه الكميات المعتبرة من الأسلحة كانت تخبأ في عدة أماكن آمنة من بينها : * غوط "بلقاسم عدوكة" شرق مدينة الوادي .
* غوط "قشوط" شمال مقبرة الأعشاش كان يخزن فيه "بشير بن موسى" .
* غوط "محمد بلحاج ميهي" .
*غوط "الطلايبية" جنوب شرق الوادي .
* غيطان بناحية "سيدي سليمان" شرق البياضة .
* منزل "علي بن بردي" في حي النزلة .
*منزل "الطلايبة" جنوب مقبرة أولاد احمد .
*منزل "محمد سلطاني" بعميش .
* منزل "بن علي بن الطالب" في حي الأعشاش .
عمليات نقل الأسلحة للمنطقة الأولى (الأوراس) :
لم يكن نقل السلاح من وادي سوف الى الأوراس أقل خطورة من شراءه ونقله إلى الوطن من تونس وليبيا.ولذا توجب على القائمين بهذه العملية اتخاذ جميع التدابير والحيل للإفلات من الحواجز الأمنية المقامة على الطرقات .
لقد تعددت طرق نقل الأسلحة إلى الاوراس إلى عدة طرق من بينها :
نقل الأسلحة عن طريق الإبل :
وهذه الطريقة رغم أنها صعبة إلا أنها تعد من أحسن الطرق نظرا لان المسالك المستعملة تكون وعرة ومن الصعب اكتشافها، وتتم عملية نقل الأسلحة بمساعدة أفراد يعرفون الصحراء جيدا، وتخبا الأسلحة في أكياس تسمى "الغرارة"، وقام بهذه العمليات كل من : عبد القادر العمودي وبن موسى بشير ومحمد بلحاج حيث تنقل الأسلحة إلى زريبة حامد التي تبعد عن وادي سوف حوالي 200 كلم، و تسلم إلى صغير الصدراتي الذي كان على صلة بمصطفى بن بوالعيد وبهذه الطريقة أي النقل على ظهور الإبل واجه المناضلون الثلاثة متاعب جمة خلال رحلاتهم الأولى سواء من حيث الإرهاق البدني وخطورة الطرق المراقبة من طرف القوات الاستعمارية .
نقل الأسلحة عن طريق الشاحنات والحافلات :
استعمل المناضلون المكلفون بعمليات نقل الأسلحة شركة "دقليون" لنقل المسافرين من الوادي إلى بسكرة، حيث تخبا الأسلحة الصغيرة في صناديق التمر، والذخيرة توضع داخل صناديق الشاي، أما البنادق فتلف في حصائر، ويقوم المناضلون بإحضار الأسلحة إلى مقر الشركة مساءا حيث يتسلمها المناضل العروسي النوبلي، وعندها يقوم مسؤولي النظام بإخبار المناضل الهاشمي الريمي بان الأسلحة توضع غدا في الشاحنة .
نقل الأسلحة عن طــريق القطـــــار :
نقلت الأسلحة عبر القطار بواسطة صناديق التمر المصدرة، التي تغلق بطرق خاصة ويقوم المناضلون لون بوضع علامات مميزة عليها، ثم ترسل إلى محطة الشقة ويتم استقبالها من طرف المناضل "عبد الكريم حشية" ، وفي المخزن المخصص للمحطة يقوم "قدور لخضر لعويني" بسحب البنادق، ويأخذها بوسائله الخاصة نحو بسكرة ، وكانت هذه العملية تحت إشراف "محمد بلحاج ميهي" بمساعدة "بشير عطا الله" الذي كان قائما بشؤون أكبر مصدر تمور نحو فرنسا.
إن الموقع الإستراتيجي الذي تتبوؤه وادي سوف باعتبارها منطقة عبور بين شمال الوطن وجنوبه و باعتبارها منطقة حدودية لا تبعد كثيرًا عن الحدود التونسية الليبية و لإشتهار المنطقة منذ بدايات الاحتلال الفرنسي بعمليات تهريب البارود و الأسلحة من الدول المجاورة و التي عجزت سلطات الاحتلال الفرنسي عن إيقافها بصورة نهائية جعلها تلعب دورًا رئيسا في تسليح الثورة منذ بدايتها. كما أن انتشار الحس القومي و الوطني بين صفوف سكان المنطقة في ثلاثينيات و أربعينية القرن الماضي جعل نخبة من أبناء سُوف يتحدون الصعاب و يخاطرون بأنفسهم و أموالهم في سبيل توفير السلاح الذي كان بمثابة الوقود الحيوي الذي احتاجته الثورة فيما بعد من اجل إنطلاقها و استمرارها في مجابهة أشد القوى الاستعمارية بطشا و طغيانا.
كما تطرقنا فيما سبق لجانب من حياة بعض مجاهدي و شهداء منطقة وادي سوف الذين شاركوا في الثورة التحريرية الكبرى سنركز في هذه الأسطرعلى عمليات جلب السلاح من البلدان المجاورة و طرق إيصاله إلى منطقة الأوراس و أبرز الشخصيات التي قامت بهذه الأعمال البطولية .
ظهرت المنظمة الخاصة بمنطقة وادي سوف سنة 1947م ، وبرز معها الفكر الثوري الذي تجسد في عمليات التسليح التي قامت بها حركة انتصار الحريات الديمقراطية قبل اندلاع الثورة التحريرية ، وبعد اندلاعها تولى المهمة النظام المدني التابع لجبهة التحرير الوطني الى غاية اكتشافه سنة 1957م .
لقد اتسمت عمليات التسليح بالنظام والدقة ، وكذلك السرية التامة التي كانت أهم شي ركز عليه قادة جبهة التحرير الوطني في هذه العملية ، وقسمت هذه العمليات من حيث التنظيم الى ثلاثة أقسام أساسية وهي كالتالي :
1- النظــــــــام السيـــاسي :
وتترتكز مهمة هذا النظام في تقديم المساعدات المالية للحزب ، من خلال توزيع المناشير والمجلات، والاشتراك في الخلايا والأفواج التي تقوم بمهمة الدعاية والأخبار وكذلك تجنيد المواطنين وبعث الروح الوطنية في نفوسهم، ومدارسة الأوضاع السياسية المختلفة للحزب، وجمع الاشتراكات من المواطنين وإنشاء فروع للحزب في كافة أنحاء المنطقة 2- النظــــــــام العسكــــري :
ويتمثل هذا النظام في المنظمة الخاصة ، التي هي عبارة عن خلية منظمة وسرية ، وهذه الخلية بمنطقة وادي سوف تظم عدة أشخاص وهم : "المولدي ونيسي" رئيسا لهذه الخلية ، "أحمد ميلودي" مسؤولا على تكوين خلايا هذا النظام ، "عبد القادر العمودي" ، "محمد بلحاج ميهي" ، "البشير بن موسى" ، "محمد سلطاني" ، ويقوم هذا النظام بمهمة تدريب المناضلين على العمل العسكري وحرب العصابات ، وتدريبهم على كيفية استعمال السلاح هذه العملية التي كانت تتم في أماكن معزولة عن التجمعات السكانية وفي سرية تامة ، كما يقوم هذا النظام بجمع المواد المتفجرة وصناعة المتفجرات ، وجمع الأسلحة التي كلف بها "محمد بلحاج ميهي" .
3- النظــــــــام المـــــــــدني :
أنشأ هذا النظام من طرف "الطالب العربي قمودي" في فيفري 1956م عندما تولى القيادة بعد استشهاد القائد "الجيلاني بن عمر" يوم 20 أكتوبر 1955م بجبل سندس ، الذي عين مكانه "صالح الخنشلي" في نوفمبر 1955م والذي أستشهد في 20 جانفي 1956م ، ثم تولى بعده القائد "الطالب العربي" ، وأوكل مهمة قيادة النظام المدني إلى "البشير غربي" الذي عمل على تكوين الخلايا لهذا النظام ، وعملت هذه الخلايا على الدعاية للثورة والتجنيد، وجمع أموال الاشتراكات والأسلحة ، كما عمل "البشير غربي" على تكوين الخلايا في كافة مناطق وادي سوف ، حيث أسست الخلايا في كل من :
1- خلية حاسي خليفة : ترأس هذا الخلية "البشير غربي" ، وأعضائها هم : "إبراهيم العايب" ، "غبش السايح" ، "غربي اعمارة بن العربي" ، "غربي اعمارة بن عثمان" ، "الضيف الشيحي" ، "ونيسي لمين" .
2- خلية المقرن : ترأسها "حمي بلقاسم" وأعضائها هم : "بتة لعبيدي"، "بتة اعمارة" ، "بن علي خزاني" ، "حمي التجاني" ، "عياشي عمر الطاهر" .
3- خلية الوادي : برئاسة "بن موسى بشير" ، وأعضائها هم : "ونيسي الهاشمي" ، "ميهي محمد بلحاج" ، "لومي أحمد" ، "محمد السروطي (العبسي)" ، "مصباحي مصطفى" .
4- خلية عميش : ترأسها "سلطاني شوشان" وأعضائها هم : "بن عمر أحمد" ، "بكاري الطيب" ، "أحمد التجاني" ، "جديدي محمد الصغير"، "أحمد حنكة" .
5 - خلية قمار : ترأسها "بني العربي" وأعضائها هم : "غوري محمد العيد" ، "شنة عمار"، "دروني رمضان" ، "حماتي لخضر" ، "محمودي العروسي" .
6- خلية الرقيبة : ترأسها "البشير جاب الله" ، وأعضائها هم : "رضواني الساسي" ، "بوضبية العروسي" ، "قديري الطاهر" ، "قريرح بشير" ، "بحة الهادي" .
7- خلية الطريفاوي : ترأسها "حوامدي الجديد" ، وأعضائها هم : "حوامدي الساسي" ، "بلالة لخضر" ، "هويدي عبد القادر"، "بلول عبد القادر" ، "علية العزوزي" .
8- خلية الرباح : ترأسها "البشير تونسي" ، وأعضائها هم : "شاقوري معمر" ، "عسيلة مصطفى" ، "جاب الله عبد الرزاق"، "فرجاني العزوزي"، "الساسي غريبي" .
والجدير بالذكر أن هذا النظام، عمل على جمع العديد من الأسلحة وجمع الأموال، وعمل أيضا على تجنيد اكبر عدد ممكن من المواطنين لصالح جيش التحرير الوطني, والعامل الأساسي الذي ساعد على توسيع نطاق أعمال النظام المدني وانتشاره في مختلف قرى سوف هي غفلة الاستعمار الفرنسي وحرص المناضلين على العمل في سرية تامة.
أنشأ هذا النظام من طرف "الطالب العربي قمودي" في فيفري 1956م عندما تولى القيادة بعد استشهاد القائد "الجيلاني بن عمر" يوم 20 أكتوبر 1955م بجبل سندس ، الذي عين مكانه "صالح الخنشلي" في نوفمبر 1955م والذي أستشهد في 20 جانفي 1956م ، ثم تولى بعده القائد "الطالب العربي" ، وأوكل مهمة قيادة النظام المدني إلى "البشير غربي" الذي عمل على تكوين الخلايا لهذا النظام ، وعملت هذه الخلايا على الدعاية للثورة والتجنيد، وجمع أموال الاشتراكات والأسلحة ، كما عمل "البشير غربي" على تكوين الخلايا في كافة مناطق وادي سوف ، حيث أسست الخلايا في كل من :
1- خلية حاسي خليفة : ترأس هذا الخلية "البشير غربي" ، وأعضائها هم : "إبراهيم العايب" ، "غبش السايح" ، "غربي اعمارة بن العربي" ، "غربي اعمارة بن عثمان" ، "الضيف الشيحي" ، "ونيسي لمين" .
2- خلية المقرن : ترأسها "حمي بلقاسم" وأعضائها هم : "بتة لعبيدي"، "بتة اعمارة" ، "بن علي خزاني" ، "حمي التجاني" ، "عياشي عمر الطاهر" .
3- خلية الوادي : برئاسة "بن موسى بشير" ، وأعضائها هم : "ونيسي الهاشمي" ، "ميهي محمد بلحاج" ، "لومي أحمد" ، "محمد السروطي (العبسي)" ، "مصباحي مصطفى" .
4- خلية عميش : ترأسها "سلطاني شوشان" وأعضائها هم : "بن عمر أحمد" ، "بكاري الطيب" ، "أحمد التجاني" ، "جديدي محمد الصغير"، "أحمد حنكة" .
5 - خلية قمار : ترأسها "بني العربي" وأعضائها هم : "غوري محمد العيد" ، "شنة عمار"، "دروني رمضان" ، "حماتي لخضر" ، "محمودي العروسي" .
6- خلية الرقيبة : ترأسها "البشير جاب الله" ، وأعضائها هم : "رضواني الساسي" ، "بوضبية العروسي" ، "قديري الطاهر" ، "قريرح بشير" ، "بحة الهادي" .
7- خلية الطريفاوي : ترأسها "حوامدي الجديد" ، وأعضائها هم : "حوامدي الساسي" ، "بلالة لخضر" ، "هويدي عبد القادر"، "بلول عبد القادر" ، "علية العزوزي" .
8- خلية الرباح : ترأسها "البشير تونسي" ، وأعضائها هم : "شاقوري معمر" ، "عسيلة مصطفى" ، "جاب الله عبد الرزاق"، "فرجاني العزوزي"، "الساسي غريبي" .
والجدير بالذكر أن هذا النظام، عمل على جمع العديد من الأسلحة وجمع الأموال، وعمل أيضا على تجنيد اكبر عدد ممكن من المواطنين لصالح جيش التحرير الوطني, والعامل الأساسي الذي ساعد على توسيع نطاق أعمال النظام المدني وانتشاره في مختلف قرى سوف هي غفلة الاستعمار الفرنسي وحرص المناضلين على العمل في سرية تامة.
لقد لعب الشهيد "ميهي البشير بن عبد القادر" المدعو "محمد بلحاج" دورا كبيرا في هذه العملية، وهو من مواليد 1919م، بالوادي وبالضبط من حي أولاد احمد ، ترعرع وسط عائلة ميسورة الحال ، نظرا لكونه وحيد والديه من حيث الذكور وسط عدة إناث، ولكون والده يملك ثروة معتبرة من النخيل . حفظ البعض من القران الكريم ثم أدخله والده الى المدرسة العربية وهي مدرسة الشيخ "عبد العزيز الشريف" ، كره فرنسا منذ الوهلة الأولى وازداد كرهه لها بعد أن أعدمت السلطات الفرنسية أعمامه الثلاثة وهم : "علي و "سالم" وكذلك "عبد الرحمن" في سجن "لامبيز" ، أحب جمعية العلماء المسلمين وشارك في التظاهرات التي أقيمت بمناسبة زيارة الشيخ "عبد الحميد بن باديس" لوادي سوف سنة 1937م ، كما كان من الشبان الذين قاموا بالانتفاضة رفقة "عبد العزيز الشريف" سنة 1938م والتي تدعى "بهدة عميش الثانية"، حيث قاموا بقتل العديد من العساكر وأحرقوا بعض المرافق ، وقام المستعمر باعتقال العديد من الأهالي وكذلك مقاديم الطريقة القادرية ، حيث أخذوا الى سجن الكدية بقسنطينة ، وذاقوا أبشع أنواع التعذيب ومنهم من مات جراء ذلك . كان "محمد بلحاج" من مؤسسي الخلية الأولى لحزب الشعب بسُوف رفقة الشهيد "ونيسي الهاشمي" الذي كان له الفضل في زرع النواة الأولى لهذا الحزب رفقة "عبد القادر العمودي" و"أحمد ميلودي" وكذلك "ونيسي المولدي" و"الشافعي قدادرة" و"بشير بن موسى". في سنة 1947م كُلف من طرف "محمد بلوزداد" بمهمة جمع السلاح وربط الإتصالات مع منطقة بسكرة والتي كان المسؤول بها "العربي بن مهيدي"، كما أن "عبد الحميد مهري" و"أحمد بودة" و"كذلك "مسعود بوقادوم" لما جاءوا إلى وادي سوف في الحملة الانتخابية لانتخابات المجلس الجزائري سنة 1948م ، قاموا بتحريض الشباب على الإنخراط في النظام ونجحوا في هذا وازداد الانخراط ، وكلف "أحمد ميلودي" بتمثيل حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ، في هذه الانتخابات بسوف ، وقد شارك "محمد بلحاج" في اجتماع بلكور لهذه الحركة سنة 1948م .
وفي هذه السنة أيضا اتصل "محمد العربي بن المهيدي" بالمجاهد "محمد بلحاج" وكلفه بجلب الأسلحة من طرابلس وإيصالها الى الاوراس عن طريق القوافل ، فلقد كان مشهورا بتجارة الأسلحة حيث أنه قام بمثل هذا العمل قبل الثورة ، وجلب قافلة سلاح متكونة من خمسة جمال خبئت في منزل "البشير جاب الله" بالرقيبة، وكذلك في الوادي في منزل "عدوكة بلقاسم" ، ثم رتب لها بعد ذلك ونقلت الى الأوراس، وامتد العمل على هذه الوتيرة وتم نقل العديد من كميات السلاح الى "أريس" عن طريق "زريبة حامد" ، كل هذا بتخطيط من "محمد بلحاج" رفقة "عبد القادر العمودي" و "البشير بن موسى".
كما قام "عبد القادر العمودي" رفقة "غندير البشير" بشراء الأسلحة من تجارها في طرابلس وتونس وتوصيلها الى بسكرة ، ثم تم نقلها إلى الأوراس، والجدير بالذكر أن أول دفعة سلاح وصلت الى الأوراس كانت من طرف "محمد بلحاج" سنة 1948م ، حيث تم جلبها بعد السفر إلى ليبيا عن طريق تونس ، وقام "محمد بلحاج" بشراء كمية من السلاح من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وساعده في هذه العملية شخص ليبي يدعى "الكوني الشين"، ولقد دامت رحلته هذه حوالي ثلاثة أشهر، ثم رجع "محمد بلحاج" واصطحب معه دليل صحراء ، وعاد بحمولة 07 جمال محملة بقطع السلاح والذخيرة ، وتم توصيلها عن طريق الجمال الى "زريبة حامد" قرب بسكرة وخبئت في أكثر من غوط (بستان للنخيل) شرق الوادي . ثم قام "محمد بلحاج" رفقة "عبد القادر العمودي" بتغيير طريقة تهريب السلاح وأصبحت كميات السلاح تنقل داخل حمولات التمر في الشاحنات المتجهة ناحية بسكرة، وهذا بعد أن أصبحت السلطات تتبع القوافل بعيونها المتمثلة في العملاء وعرافي الأثر(الجرة) ، وتمكنوا من القبض على "غندير البشير" في افريل 1951م .
ولقد كان "محمد بلحاج" أيضا من مؤسسي فوج الرمال للكشافة الإسلامية بالوادي بإشرافه على تدريب الشبان وزرع الروح الوطنية في نفوسهم .
ألقي عليه القبض في سبتمبر1954م بتهمة تهريب السلاح ليفرج عنه أوائل جانفي 1955م حيث تم وضعه تحت الإقامة الجبرية ، وقد تمكن من الفرار من الإقامة الجبرية بعد أن منحه قائد المنطقة الجنوبية جواز سفر بتحايل من الشيخ "طليبة عبد القادر" شيخ عرش "أولاد احمد" ، وانتقل الى تونس.
التحق "محمد بلحاج" بالأمانة العامة في تونس ، وكلفه "السعيد عبد الحي" بالتنسيق بين الأمانة العامة وقيادة "الطالب العربي" ومسؤولية توفير السلاح و المؤونة.
وفي سنة 1956م أرسله مسؤول الأمانة العامة "السعيد عبد الحي" الى مصر لحضور مؤتمر حزبي واستقبله الرئيس "جمال عبد الناصر" شخصيا وأهداه خمس بدلات عسكرية خاصة بالجيش المصري.
ألقي عليه القبض في تونس سنة 1957م وبحوزته كمية من السلاح والذخيرة وبقي في السجن الى غاية 1961م .
والجدير بالذكر أن رحلات شراء الأسلحة كانت قسمين ، قسم جلب من تونس وآخر من ليبيا، وكانت أربعة رحلات من حيث التعداد، وهي كالآتي :
الرحلة الأولى :
تمت هذه الرحلة سنة 1948م، وقد خصص لها مبلغ 8400 فرنك فرنسي، واستغرقت هذه العملية مدة ثلاثة أشهر وأربعة أيام اشرف عليها "زواري أحمد الصادق" بمعية "ميهي محمد بلحاج" ، وكانت عبارة عن قافلة قوامها 3 جمال محملة بما يلي:
*100 استاتي طليان من درج بـليبيا .
* 300 خرطوشة .
الرحلة الثانية :
تمت هذه الرحلة سنة 1948م، وقد خصص لها مبلغ مــالي قدره 300.000 فرنك فرنسي، واستغرقت وقتا قدره شهرين ونصف، وتمت بإشراف "ميهي محمد بلحاج" ، وحمولة هذه الرحلة القادمة من "قصر بن أخداج" بتونس هي عبارة عن 03 جمال محملة بما يلي:
*150 قطعة منها 80 استاتي طليان.
* 30 مسدس.
* 02 قطع مدفع رشاش ألماني الصنع .
*10 قطع رشاش أمريكي الصنع.
*10 بنادق نوع 86.
* 18 أرباعي مع 3000 خرطوشة صنع ايطالي وفرنسي.
الرحلة الثالثة : تمت هذه الرحلة سنة 1949م ، وقد خصص لها مبلغ قدره 500.000 فرنك فرنسي، وهي عبارة عن 06جمال كانت محملة بما يلي:
* 200 قطعة سلاح مختلفة .
* 30 مسدس.
* 1000 بنيار (سكين).
* 5000 خرطوشة مختلفة الصنع.
الرحلة الرابعة : تمت هذه الرحلة سنة 1951م ورصد لها مبلغ يقدر بــ 400.000 فرنك فرنسي، قام بها "ميهي محمد بلحاج" رفقة بعض المناضلين من بينهم "واده علي" و "زواري أحمد الصادق" وكذلك "تامة علي" وشقيقه "الطيب" وكان منطلق هذه الرحلة من "المرازيق" بتونس وهي عبارة عن 03 جمال محملة بما يلي:
*50 بندقية ايطالية الصنع.
*10 ماص 36.
*20 استاتي عيار 7.5.
ـ 2000 خرطوشة.
خط تنقل قوافل جلب السلاح :
كان خط التنقل داخل التراب التونسي انطلاقا من وادي سوف هو المرور "بقرية دوز" الحدودية ثم إلى "حامة بن زيد" ثم "جبل بن اخداج" إلى "أم الدنين" ، "الحواية" ، "بلقردان" ، "تطاوين" ، "دويرات" ، "أولاد دباب" .
أما فيما يخص خط التنقل داخل التراب الليبي فهو المرور بمنطقة : "نالوت" ، "جبل أولاد محمود" ، "الحوامد" ، "أرحيبات"، "فصاطو"، "الزنتان" ، "الرجبان" ، "يفرن" ، "طرابلس" .
كما أن هناك كميات أخرى من الأسلحة جلبت بفضل بعض المناضلين مثل الأسلحة التي سلمت من طرف المناضلين : "أحمد بن غريسي" ، و "العربي عيشوش" خلال سنتي 1946م – 1947م ، وبلغ عدد هذه الأسلحة : مائتان واثنان وثلاثون قطعة سلاح ، زيادة على هذا ما قدمه المناضل "البشير زيتونة" ، و "سعد بن محمد الكبير عيشوش" الذي جلب اثني عشرة قطعة سلاح، كما سلم "المولدي ونيسي" للثورة العديد من الأسلحة من بينها ما يلي :
*11 استاتي.
* رشــاش ايطالي الصنع، و500 خرطوشة.
* مسدس أوتوماتيكي أمريكي الصنع، ومعه 100 خرطوشة.
أماكن تخزين السلاح بمنطقة وادي سُوف :
ومما يجدر الإشارة إليه أن هذه الكميات المعتبرة من الأسلحة كانت تخبأ في عدة أماكن آمنة من بينها : * غوط "بلقاسم عدوكة" شرق مدينة الوادي .
* غوط "قشوط" شمال مقبرة الأعشاش كان يخزن فيه "بشير بن موسى" .
* غوط "محمد بلحاج ميهي" .
*غوط "الطلايبية" جنوب شرق الوادي .
* غيطان بناحية "سيدي سليمان" شرق البياضة .
* منزل "علي بن بردي" في حي النزلة .
*منزل "الطلايبة" جنوب مقبرة أولاد احمد .
*منزل "محمد سلطاني" بعميش .
* منزل "بن علي بن الطالب" في حي الأعشاش .
عمليات نقل الأسلحة للمنطقة الأولى (الأوراس) :
لم يكن نقل السلاح من وادي سوف الى الأوراس أقل خطورة من شراءه ونقله إلى الوطن من تونس وليبيا.ولذا توجب على القائمين بهذه العملية اتخاذ جميع التدابير والحيل للإفلات من الحواجز الأمنية المقامة على الطرقات .
لقد تعددت طرق نقل الأسلحة إلى الاوراس إلى عدة طرق من بينها :
نقل الأسلحة عن طريق الإبل :
وهذه الطريقة رغم أنها صعبة إلا أنها تعد من أحسن الطرق نظرا لان المسالك المستعملة تكون وعرة ومن الصعب اكتشافها، وتتم عملية نقل الأسلحة بمساعدة أفراد يعرفون الصحراء جيدا، وتخبا الأسلحة في أكياس تسمى "الغرارة"، وقام بهذه العمليات كل من : عبد القادر العمودي وبن موسى بشير ومحمد بلحاج حيث تنقل الأسلحة إلى زريبة حامد التي تبعد عن وادي سوف حوالي 200 كلم، و تسلم إلى صغير الصدراتي الذي كان على صلة بمصطفى بن بوالعيد وبهذه الطريقة أي النقل على ظهور الإبل واجه المناضلون الثلاثة متاعب جمة خلال رحلاتهم الأولى سواء من حيث الإرهاق البدني وخطورة الطرق المراقبة من طرف القوات الاستعمارية .
نقل الأسلحة عن طريق الشاحنات والحافلات :
استعمل المناضلون المكلفون بعمليات نقل الأسلحة شركة "دقليون" لنقل المسافرين من الوادي إلى بسكرة، حيث تخبا الأسلحة الصغيرة في صناديق التمر، والذخيرة توضع داخل صناديق الشاي، أما البنادق فتلف في حصائر، ويقوم المناضلون بإحضار الأسلحة إلى مقر الشركة مساءا حيث يتسلمها المناضل العروسي النوبلي، وعندها يقوم مسؤولي النظام بإخبار المناضل الهاشمي الريمي بان الأسلحة توضع غدا في الشاحنة .
نقل الأسلحة عن طــريق القطـــــار :
نقلت الأسلحة عبر القطار بواسطة صناديق التمر المصدرة، التي تغلق بطرق خاصة ويقوم المناضلون لون بوضع علامات مميزة عليها، ثم ترسل إلى محطة الشقة ويتم استقبالها من طرف المناضل "عبد الكريم حشية" ، وفي المخزن المخصص للمحطة يقوم "قدور لخضر لعويني" بسحب البنادق، ويأخذها بوسائله الخاصة نحو بسكرة ، وكانت هذه العملية تحت إشراف "محمد بلحاج ميهي" بمساعدة "بشير عطا الله" الذي كان قائما بشؤون أكبر مصدر تمور نحو فرنسا.