في أواخر
القرن 18 بدأ تنافس سياسي في وادي ريغ بين شيوخ تقرت وشيوخ واحة "تماسين" مركز السوق المنافسة لها .
تقرت كانت أكبر وأكثر سكانا، ولكن كان شيوخ "تماسين" يتلقون دعما معنويا من الطريقة
التجانية التي أنشأت لها زاوية هناك عام1805. وقد تطور هذا التنافس الذي
جعل كل فرقة تسعى لحشد دعم خارجي للخصمين السياسيين المتنافسين .
صورة قديمة لتقرت |
وقد كان التنافس
السياسي على أشده بين عائلتي "بوعكاز" و "بن قانة" فقد كان لعائلة "بوعكاز" تأثيرًا كبيرا في جنوب الجزائر و لعدة قرون فقد
كانوا يعملون لمدة طويلة كمسؤولين لدى
الأتراك مع قبائل المنطقة .
وكجزء من سياسة
فرق تسد فقد عمد باي قسنطينة التركي إلى زيادة نفوذ عائلة "بن قانة" القادمة من قسنطينة في الجنوب سنة 1790
و قد حاول "بن قانة" إضعاف موقف شيخ تقرت في
حين أن قائد عائلة "بوعكاز" قد أرسل و فدا إلى الفرنسيين بالجزائر سنة 1832 للحصول
على دعمهم ضد باي قسنطينة وقد تعاون فرحات بوعكاز مع الفرنسيين في حملتهم ضد
قسنطينة سنة 1837.
و في سنة 1838 عندما أصبح واضحا أن الفرنسيين كانوا القوة المهيمنة الجديدة، عرض ابن قانة دعمه لهم، بينما أبقى في نفس الوقت على اتصالات مفتوحة مع "الأمير عبد القادر" الذي حاول إقامة دولة إسلامية في الجزائر.
و في سنة 1838 عندما أصبح واضحا أن الفرنسيين كانوا القوة المهيمنة الجديدة، عرض ابن قانة دعمه لهم، بينما أبقى في نفس الوقت على اتصالات مفتوحة مع "الأمير عبد القادر" الذي حاول إقامة دولة إسلامية في الجزائر.
بن قانة أغا تقرت |
الأمير بدوره لم يثق ببن قانة وعين "فرحات بوعكاز" ممثلا له ببسكرة . تم اغتيل "فرحات بوعكاز" من قبل أنصار "بن قانة" ، الذين شاركوا
في نفس الوقت في الهجوم على الحامية الفرنسية ببسكرة
سنة 1844.
ربما كان "السُوافَة" أقل اهتماما بهذه الآثار
السياسية الأوسع . حاولوا
فقط الحفاظ على وصولهم إلى الأسواق في بسكرة و واد ريغ.
قدم "أولاد سعود" الولاء لتقرت و قد شاركهم
في ذلك "الأعشاش" (أحد الفصيلين الرئيسين لقبائل
طرود) فيما أيد منافسيهم شيوخ "تماسين".
في عام 1847 انكسرت قوة شيوخ "تماسين" وتحول نفوذهم السياسي إلى قادة الزاوية التيجانية هناك.
وفي هذا إشارات للدور السياسي الذي لعبته الطريقة التيجانية كأحد العناصر السياسة التي كانت موجودة في سُوف قبل الاحتلال الفرنسي.
وفي هذا إشارات للدور السياسي الذي لعبته الطريقة التيجانية كأحد العناصر السياسة التي كانت موجودة في سُوف قبل الاحتلال الفرنسي.
دور الجمعيات الدينية(الطريقة – الطرق الصُوفية) :
وفقا لكتاب "العدواني" فإن "طرود" و "عدوان" كانا يدينان بالإسلام منذ القدم و لكن بشكل سطحي للغاية . في العقد الأخير من القرن 16 حاول أحد مشايخ الصوفية المتجولين يدعى "محمد المسعود الشابي" إحياء العقيد الإسلامية فأنشأ الطريقة الشابية.
وفقا لكتاب "العدواني" فإن "طرود" و "عدوان" كانا يدينان بالإسلام منذ القدم و لكن بشكل سطحي للغاية . في العقد الأخير من القرن 16 حاول أحد مشايخ الصوفية المتجولين يدعى "محمد المسعود الشابي" إحياء العقيد الإسلامية فأنشأ الطريقة الشابية.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إنخفض
أتباع الطريقة الشابية لعدد قليل من العائلات في الدبيلة و في أواخر القرن 18 تأسست الطريقة الرحمانية في
تونس والطريقة التيجانية في الجنوب الأوسط من الجزائر .
و نظرًا لوقوع سُوف على الطريق التجارية بين الشرق والغرب
فسرعان ما دخلت الطريقتان إليها حيث تأسست زاوية رحمانية بالواد، و أخرى تجانية
بقمار.
صورة نادرة لزاوية سيدي سالم الرحمانية |
كما حصلت الزاوية القادرية القديمة بنفطة التونسية على التأييد بسُوف،
ولكن مقدمها إلى المنطقة قد جاء متأخرًا نسبيا، فلم تنشئ زاويتها بسُوف إلا عام1887.
الجدولان التاليان يوضحان تركيبة الطرق الصوفية الرئيسية بسُوف بين عامي 1892 و 1945:
وكما نرى فإن عضوية هذه الطرق الصوفية ارتبط
دائما بمختلف مكونات سكان المنطقة السياسية و الإقليمة الاستثناء الوحيد نجده في
بلدة الزقم التي بقي سكانها و بالإجماع تقريبا متمسكين بعقيدتهم الإسلامية بعيدين
عن التأثر بهذه الطرق الصوفية.
كما نرى أيضا أن الطريقة القادرية قد
ازدادت بشكل كبير في أواخر القرن الـ 19 و أوائل القرن الـ 20 و هذه حقيقة سنحاول
التطرق لها ثانية في وقت لاحق.
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق