Comments system

111

أهلا وسهلا بكم في وادي سوف الأصيل ***وادي سوف الأصيل ***
‏إظهار الرسائل ذات التسميات من أعلام وادي سُوف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات من أعلام وادي سُوف. إظهار كافة الرسائل

2 نوفمبر 2011

من أعلام وادي سُوف (2) : الشيخ العدواني

                                                         محمد بن عمر العدواني
ترجمته :
هو محمد بن محمد بن عمر العدواني الرحماني السوفي اللّجي نسبة لمكان يدعى قديما اللّجة  و يعرف الآن ببلدة " الزقم . رحالة و متصوف و مؤرخ و شيخ علم اشتهر بكثرة الأسفار و الترحال عاش إلى حوالي منتصف القرن الحادي عشر هجري ،السابع عشر ميلادي . و ما يجعلنا نقر بأن العدواني قد أدرك منتصف القرن الحادي بعض الأحداث و التواريخ  التي عايشها و ذكرها الشيخ العدواني بنفسه كحروب الشابية مع حكام تونس والجزائر،وزيارة محمد المسعود الشابي إلى وادي سُوف حوالي سنة 1015هجري والعدواني قد أطال الحديث في ذكر هؤلاء وتحدث كذلك عن العديد من الأحداث الأخرى التي وقعت في القرن الحادي عشر كإشارته إلى الشيخ علي عزوز المتوفي سنة 1038 هجري ، وبذلك يتأكد لدينا على وجه اليقين بأن الشيخ العدواني قد أدرك منتصف القرن الحادي عشرالهجري .
أسفاره و رحلاته :
كان الشيخ محمد العدواني رحمه الله كثير السفر و الترحال بين سُوف و المناطق المجاورة لها كمنطقة الزيبان "بسكرة" و وادي ريغ "تقرت" و منطقة الجريد "تونس" وقد قام بتدوين أحوال بعض هذه المجتمعات التي عاصرها و التي كانت قبل عصره.
كما يذكر بأن الشيخ العدواني  قد قام برحلات إلى المشرق العربي  من أجل اكتساب العلم فقام بمصاحبة الشيخ البكري والتعلم منه .كما ذكر في مخطوطه عن الشيخ البكري القاطن بالشام ،ورفقائه الشيخ الزقام بن عمارة بن محمد ,واحمد بن عبد العزيز.
إلى جانب زيارته إلى الشيخ البكري ذهب الشيخ العدواني إلى بغداد لزيارة ضريح الولي الصالح الشيخ عبد القادر الجيلالي الذي تنسب إليه الطريقة القادرية التي كانت كثيرة الانتشار بين أهل سُوف في ذلك الزمان.  
ويذكر العدواني أيضا على أن الشيخ البكري قد نصحه بالعودة إلى وطنه سُوف لتفقيه و تعليم الناس أمور دينهم و دنياهم .  
أعماله و مؤلفاته :
و لعل أشهر أعمال محمد بن عمر العدواني  كتاب " تاريخ العدواني " الذي قام بتحقيقه و تقديمه الأستاذ الدكتور " أبو القاسم سعد الله "  سنة 1996م و الذي يؤرخ فيه  عن استقرار القبائل العربية و ذكر الأحوال و التقلبات الاجتماعية و السياسية في  منطقة المغرب العربي و ذكر أيضا المدن و القرى في ذلك الوقت و العلاقات بين المشرق و المغرب العربي منذ الفتح الإسلامي.
كتاب "صحراء قسنطينة ":وهو وثيقة تاريخية هامة يتعرض فيها إلى تدوين الخرائط الجغرافية التي بموجبها يتم تقسيم المراعي ورسم الحدود التونسية إلى تقرت و ورقلة وتبسه   قسنطينة ،وكان ذلك المرجع في فك النزاعات بين القبائل على مناطق النفوذ والإقامة والترحال.
ويعد هذا الكتاب أيضا من أهم الوثائق التاريخية التي تعرض فيها الشيخ العدواني إلى تدوين الخرائط الجغرافية التي بموجبها تتم تقسيم المراعي ورسم الحدود التونسية إلى الزاب وتقرت و ورقلة و الأغواط و النمامشة في منطقة تبسة ونقرين الى قسنطينة ولقد ساهم هذا المرجع في فك النزعات بين القبائل على الكلاء والماء ومناطق النفوذ والإقامة و الترحال ولقد اعتمدت سلطات الاحتلال  الفرنسي على هذا الكتاب في رسم بعض خرائط الجنوب و فض بعض النزاعات بين أهالي المنطقة على أماكن الرعي و الماء.


وفاته :
كما  ذكرنا عن تاريخ مولده الذي لم يحدد بدقة كذلك فإن تاريخ ومكان وفاته غير معلوم على وجه الدقة إلا أن الشائع أنه دفين بلدة "الزقم" التي يوجد بها إلى يومنا هذا مسجدا يحمل إسمه.والتي تبعد عن عاصمة إقليم وادي سُوف بحوالي 15 كلم .

17 يونيو 2011

من أعلام وادي سُوف(1) إبراهيم بن محمد الساسي العوامر




مولده و نشأته :
هو إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر الملقب بالعوامر ، من مواليد وادي سوف سنة 1881م  و أما نسبه فقد ذكره هو بنفسه في كتابه '' الصروف في تاريخ الصحراء و سُوف '' في القسم الثاني الخاص بأنساب وادي سوف الذي قسمهم الى قبائل و فصائل و عمائر و بطون و أفخاذ . و من بين تلك القبائل قبيلة الشبابطة العربية التي قسمها الى اثني عشرة عميرة ، و تسمى الثانية منها أولاد بوجديد و تنقسم الى ست فصائل، اثنتان اصليتان ، و اربع ملحقات ، و تعرف الرابعة منها بالعوامر و هي التي ينتمي اليها ، و العوامر حسب رأيه هم أصحاب سيدي عامر بن صالح بن محمد بن أحمد ....بن إدريس الأكبر مؤسس الدولة الادريسية ، و ينحصر نسل بني عامر الواديين في احد أبنائه و هو محمد بن عامر الذي قدم من ناحية سوسة التونسية و تناسلت منه ذرية كثيرة مات بعضها من غير عقب ، و البعض عقب و هم أولاد عامر و إبراهيم و احمد و علي ، و الثاني هو جد إبراهيم العوامر ، و قد أنظمت فصيلة العوامر إلى أولاد بوجديد بالمصاهرة.
نشأ العوامر في مدينة وادي سُوف حيث درس على شيوخها و منهم عبد الرحمن العمودي و محمد العربي بن موسى ، ثم رحل الى تونس و دخل الى الزيتونة لاستكمال دراسته ، و هناك درس على الشيخين المتنورين الشيخ محمد النخلي و محمد الأخضر حسين وكلاهما كان من شيوخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله.
عمله بالقضاء الشرعي :
بعد أن أتم العوامر دراسته بجامع الزيتونة بتونس توظف في القضاء بمحكمة الوادي التي كان يشرف عليها المكتب العربي العسكري الفرنسي ، و قد طال عهده في القضاء ، و لم يمارسه في سوف فقط ، بل عين في أولاد جلال و في تقرت أيضا، و كان عمله في المحكمة نضالا و جهادا ، فنظم الأحكام و طبقها حسب الفقه الاسلامي المالكي كما يقول أحد تلامذته ، و في حادثة الأرامل اللواتي قتل أزواجهن و أغير على ابلهن في حدود صحراء طرابلس ( ليبيا )، و تآمر الحكام الفرنسيين على الاستئثار بجزء كبير من الدية المالية التي أرسلتها الحكومة الايطالية لهؤلاء الأرامل ، وقف الشيخ القاضي في وجه المتآمرين و كشف ألاعيبهم ، بكل صرامة ، حيث أعاد لهن حقوقهن مما يدل على نصرته للحق و العدالة و دفاعه عن مصالح الضعفاء و عدم مبالاته بالحكام الفرنسيين عندما تمس المصالح الدينية للأمة.
التدريس:
و لم تشغل وظيفة القضاء و مشاكلها و تبعاتها الشيخ العوامر عن التدريس متطوعا في مساجد الوادي حيث كان يدرس العلوم الدينية و اللغوية ، و كان يلقي درسا صباحيا لطلبة العلم ، و بعد صلاة المغرب يلقي درسا في مختصر خليل يحضره الطلبة و غيرهم ثلاث ليالي في الاسبوع ، و يلقي أيضا درسا في التفسير ، و لم تتعطل الدروس سوى ليلة الجمعة و صباحها حسب احد تلامذته و هو حمزة بوكوشة ، وقد قرأ عليه مقدمة ابن آجروم في النحو ، و مختصر خليل في الفقه المالكي ، و كان يذكر بعد قراءة المتن أقوال الشيوخ و يقارن بينها و يوجهها ثم يرجح بينها و ينقد بعضها ، و قد يخالف صاحب المتن أحيانا ، و يخرج عن المذهب المالكي إلى غيره ، و كان سهل العبارة في درسه ، و يفهمه الجميع على مختلف مستوياتهم و درجاتهم ، كثير الاطلاع ، جماعة للكتب مغرما بها.
و مثل الكثير من علماء عصره ، ارتبط العوامر بالطرق الصوفية التي كانت متنفذة في وادي سوف أنذاك  و اهتم بها و انظم إليها و هي التيجانية و القادرية و الرحمانية ، و كانت التيجانية هي طريقة والده محمد الساسي ، و القادرية هي طريقة والدته
و الى جانب العمل في سلك القضاء والتدريس و الفتوى و الاهتمام بالطرق الصوفية و خدمتها ، شارك العوامر في النشاط الثقافي بتأليفه في العروض و المواريث و التاريخ و التصوف ...ألخ
وفاته :  أصيب الشيخ إبراهيم العوامر في أواخر حياته بمرض عضال أقعده طريح الفراش حتى وافته المنية بمدينة تقرت سنة 1934.
مؤلفاته :
 – الصروف في تاريخ الصحراء و سوف : و هو من كتب التاريخ المحلي الخاصة بالجنوب الجزائري ، و قد ألفه سنة 1331 هـ / 1931 م ، بطلب من أحد الفرنسيين الذي لم يذكر اسمه و عبر عنه بولاة الامور ، و ينقسم الكتاب الذي هو عبارة عن مسائل و حوادث متفرقة و ليس تاريخا مترابطا الى قسمين متميزين ، الاول في المسائل النبذ التاريخية ، و الثاني في الأنساب و هو اقل حجما ، و من موضوعات القسم الاول مسائل عامة في الجغرافية و صفة المنطقة و نباتها و عمرانها ، و الشعوب القديمة السابقة للفتح الإسلامي ثم الفتح نفسه ، و الهجرة الهلالية خصوصا قبيلتي طرود و عدوان و ما جرى في عهدهم من وقائع ، و كذلك مسائل و احداث جرت في القرن التاسع عشر بما فيها العلاقات مع الفرنسيين.
أما قسم الأنساب فان كل قبائل سوف عربية حسب العوامر ، و قد ذكر القبائل بالتفصيل في مناطق الوادي و هي كوينين و قمار و تاغزوت و الدبيلة و سيدي عون و الزقم و البهيمة و غيرها ، و من مصادره ابن خلدون و ابن أبي دينار ، و الزركشي و العدواني ، و مخدرة الشيخ العروسي ، كما اعتمد على الرواية الشفوية و أقوال العلماء ، قام بنشر الكتاب ابنه الجيلالي و طبع بالدار التونسية للنشر سنة 1977م .
  البحر الطافح في بعض فضائل شيخ الطريق سيدي محمد الصالح :  و هي رسالة ألفها العوامر في هذا الشيخ إعجابا به و بطريقته الرحمانية في وادي سوف ، و كذلك وفاءا لوصية جده الذي أوصاهم بخدمة أولاد شيخه حسبما ورد في الرسالة.
 منظومة العوامر في العقائد : و هي رجز قصير نظمه سنة 1322 هـ
 مواهب الكافي على التبر الصافي : و هو شرح للكتاب الذي وضعه الشيخ المولود بن الموهوب مفتى قسنطينة بعنوان : '' التبر الصافي في نظم الكتاب المسمى بالكافي في الشعر و القوافي '' ، أي ان ابن الموهوب قد نظم كتاب الكافي في العروض و القوافي ، و قد طبع شرح العوامر هذا بتونس سنة 1323هـ .
و يبدو من خلال الوثائق و تلامذة ابن العوامر انه قد ربط علاقة وطيدة بالشيخ ابن الموهوب ، و مال اليه و أعجب بأفكاره فتخلى عن الكثير من معتقداته الصوفية ، و قام بالإضافة إلى النظم المذكور بتشطير القصيدة المعروفة لابن الموهوب المعروفة بالمنصفة و سماه '' مطالع السعود في تشطير أدبية الشيخ المولود '' و نشر التشطير في جريدة الفاروق العدد 56 السنة الثالثة 1914 م ، و هذه القصيدة في ذم البدع و الطرق الصوفية التي تدعو الى الشعوذة و التخاذل ، و هي صيحة إصلاح اجتماعي و أخلاقي في ذلك العصر ، و قد قام بشرحها أيضا شيخ ابن الموهوب الشيخ عبد القادر المجاوي و سمي شرحه : '' اللمع في نظم البدع ''.
 المسائل العامرية على مختصر الرحبية : و الرحبية نسبة الى محمد بن علي الرحبي و هو عالم فقيه ، و هي من المتون الأساسية التي كان يحفظها التلاميذ في علم الفرائض ، و قد شرحها العوامر و تناول فيها آيات الميراث ، و عدد أسباب الميراث ، و باب الوارثين من الذكور و الوارثات من الإناث و غير ذلك ، و الكتاب مطبوع بتونس سنة 1325 هـ و عليه تقريظ لأحد تلامذة اسمه الهاشمي بن الحاج أحمد.
 النفحات الربانية على القصيدة المدنية 

 النونية على الآجرومية : و هو نظم وضعه على الآجرومية في النحو.
                                                         
                                                                                      يتبع ...