بسم الله الرحمن الرحيم
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
تمهيد :
كما أسلفنا في الجزء الماضي (ج3) فقد كانت وادي سُوف من المناطق السباقة لإحتضان الحركة الوطنية في بداياتها الأولى كما كانت الممر الرئيسي الذي عبرت منه شحنات السلاح من الحدود التونسية الليبية باتجاه الأوراس التي فجرت به ثورة أول نوفمبر المجيدة. التي إلتف حولها أهل سُوف و احتضنوها و قدموا أموالهم و أرواحهم رخيصة من أجل تحرر هذا الوطن الغالي من الإستعمار الفرنسي الغاشم.
يقدر العدد التقريبي لشهداء المنطقة بحوالي 768 شهيد تغمدهم الله برحمته الواسعة و أدخلهم فسيح جنانه.
يقدر العدد التقريبي لشهداء المنطقة بحوالي 768 شهيد تغمدهم الله برحمته الواسعة و أدخلهم فسيح جنانه.
سنواصل في هذا الجزء الرابع وفي الجزء القادم بحول الله عرض لمحات تاريخية وجيزة مما أمكننا جمعه عن مسيرة بعض شهداء المنطقة.
4- الشهيد : حساني عبد الكريم :
ابن الطيب حساني الرجل المعدم الذي كان رمالا , يرفع الرمل على ظهره ويسقي الأرض بعرقه , والزهرة حساني الأم المربية التي قدمت للجزائر بطلا تتباهى به الأجيال. ولد عبد الكريم سنة 1939 من عائلة فقيرة بقرية البهيمة بوادي سوف جنوب الجزائر, اصغر أبناء الطيب الخمسة بعد فاطمة ومحمد وعبد الحفيظ وتونس , عاش طفولته مع أترابه , تعلم وحفظ ما تيسر من القران بمسجد القرية على يد جده الإمام - بن حميدة-
التحق بمدرسة البهيمة المختلطة - المسماة حاليا الشهيد تجيني الطاهر – في أكتوبر 1947 بعد عام من افتتاحها .
ولان الحياة قاسية قساوة ظلم الاستعمار في تلك السنوات العجاف , وحتى يعمل ويساعد أسرته على صعوبات الحياة , التحق الشهيد بأخيه عبد الحفيظ بمدينة برج بوعريريج بداية سنة 1954 بعد أن سبقه هذا الأخير إليها .
عمل عبد الكريم رغم صغر سنه عاملا أجيرا عند أقاربه لفترة , ثم اتخذ وأخاه عبد الحفيظ طاولة لبيع الحلوى مصدرا لرزقهما أمام ملعب البرج – مسعود بوزيدي حاليا –
كان الفتى الشاب اليافع يتقد قوة و شبابا و ذكاءا , يتمتع بشخصية جذابة يبيع الحلوى للأطفال كل يوم, ويودعهم بابتسامات بريئة عريضة ورهافة حس كبيرة وكأنه يعطيهم حلوى النصر من جهة , ويسلمهم مشعل الحرية من جهة أخرى , كان الفتى الموسوم ببراءة الأطفال الذي يعده القدر لتسلم المهام العظيمة....مهام الرجال.
ومع اندلاع الثورة التحريرية اشهرا بعد التحاق عبد الكريم بالبرج , ولأنه تميز بخصال الشاب الهاديء الرزين المسالم محل الثقة والاحترام , لفت هذا الفتى أنظار الفدائيين الذين تقربوا منه واتخذوه صديقا أمينا مكلفا بمهام , وأية مهام اجل وأسمى من شرف النضال .
لم تدم فترة السرية في نضال عبد الكريم طويلا , فقد تقرر أن يقوم بمهام اكبر وأصعب .....الصعود للجبل....
تنقل الشهيد عبد الكريم حساني بين جبال البرج مع إخوانه , مجاهدا مدافعا عن وطنه , يتوسد الحجر ويأكل الخبز الأخضر, لا يرى إلا الحرية أو الشهادة مطلبا إلى أن وقع عليه الاختيار.......
فرقة الكومندوس التي كونتها الثورة الجزائرية , أعطت المثال في السرية والاحترافية والروح القتالية العالية , اعتمدت قيادة الثورة عليها في حالة عجز المجاهدين أو استحالة القيام بعمليات خاصة.
كلفت فرق الكومندوس بالتدخل العاجل في العمليات الخطيرة والمستعصية والمهام
الصعبة , كفك الحصار وإعلاء صوت الثورة و القيام بعمليات ضد المستعمر وسط المدينة وتصفية الخونة وحراسة القادة ونقل الرسائل المهمة المستعجلة , وكل العمليات التي يصعب على المجاهدين القيام بها.
احتضنت بيوت البرج و مداشرها , الشهيد عبد الكريم السوفي لما له من مكانة ومحبة وثقة , تنقل بين جبال العناصر والمنصورة والمقدم وشرشار والواد الأخضر وفيلاج تبخيارت والمخمرة ومشتة النويظير , جاعلا منها المخبأ والمعين واستراحة المقاتل.
ولان الفتى قد أصبح شابا فقد تقرر أن يتزوج , وافق الجيش , ولم تكن شريكة حياته القصيرة تلك , إلا المجاهدة الممرضة - مباركة لحرش – تلك البنت الصغيرة التي تربت في الحي القديم , يعرفونها اعز المعرفة.
ولان صدى ما يقوم به عبد الكريم قد بلغ الأسماع , استنفر قادة الاستعمار الفرنسي جميع وحداته للتمكن منه حيا أو ميتا , كان السوفي الذي ارهبهم فسموه التانغ أو الدبابة وجر ذلك على أخيه عبد الحفيظ التعذيب والتنكيل الشديدين .
سنة 1960
الليلة الأخيرة
في ليلة مظلمة باردة من ليالي شتاء البرج , الليلة الأخيرة التي لن تسمع المدينة بعدها وطأ لأقدام عبد الكريم , تزلزل أركان الغزاة و الخونة , وتزرع الأمل في نفوس الأهالي , كانت هذه الليلة بداية النهاية.
· استشهد عبد الكريم حساني , وارتفعت روحه تجوب الأزقة التي احتضنته , والجبال التي آوته , والقرية التي أنجبته , ارتفعت روحه الشريفة رافضة الذل والاستسلام , تاركة الدمع في مآقي الأحبة , تقابلها فرحة العدو الكبيرة بمقتل بائع الحلوى الحلوة الذي أذاقهم المر والخوف لسنوات .
وهيهات أن تهتز الهمم , كبر الرجال , وخرجت النسوة يملان المدينة زغاريدا , يبكين ابنا شجاعا أبيا , و يسقين جثتي الشهيدين عطرا نديا ظل لأيام يعبق المكان برائحة الشهادة الزكية , صار عبد الكريم ابن الطيب والزهرة ابن الجزائر الحرة .
فارق عبد الكريم الحياة , تاركا أما تبكي اصغر أبنائها , أبا يعتصر حزنا , زوجة متألمة , وابنة لم يلاعبها كالآباء, لم يعطها الحلوى , ولم يسمعها تقول له يا أبي , فارق الحياة ورفاق له وأصدقاء طيفه لا زال في وجدانهم يعيش حيا طول الأبد.
· لم يمت عبد الكريم حساني , لان الشهداء لا يموتون أبدا , في موتهم حياة وفي حياتهم موت للغزاة , عاشوا لأجلنا وماتوا لأجلنا ....لأجل الجزائر
· استشهد عبد الكريم السوفي متوكلا على الله , مكبرا , حاملا رشاشه بيده وكانا به يبعث برسائله
· أمي ....لا تبك يا أمي , فاني مت حتى تفرحي , بفرحة الحرية والاستقلال , تشتاقين إلى واشتاق إليك , ولكن اشتياقي إلى الشهادة اكبر .....أردت أن تزفيني عريسا و توشحيني ببرنوسي الأبيض , وها قد زفتني أمهاتي بالبرج عريسا شهيدا في سبيل الله.
· أبي .....أيها الطيب الذي رباني , أرنو إليك أبي ,إلى نظراتك , إليك في الحوش توزع الحب بيننا , نتقاسم كسرة الخبز اليابسة في دفء .....أبي ها أنا قد مت من اجل أن ترفع راسك حرا في وطنك , لا يطأطيء بريدو والمستعمرون لك رأسا.
· أبناء بلدي ..... أبناء الجزائر..... ها أنا ابعث بهذه الرسالة علها تجدكم في أحسن حال , يرفرف العلم الوطني في سمائنا , ويعيش الوطن في دمائنا , ويمرح أبنائي على ارض أجدادهم أحرارا...... ها أنا أوصيكم بحب الوطن , فاني يوم حاصرني العدو مع رفيقي وانهالت النيران والرصاص عني من كل جانب , لم أر إلا الله ملجأ , فما استسلمنا ولن نستسلم دوما , حب الجزائر في عروقنا سرى , وما ندمنا ولن نندم أبدا , حب الشهادة في دمائنا جرى .
5- الشهيد : بن عمر الجيلاني :
ولد الشهيد بن عمر الجيلاني خلال سنة 1926 ببلدية العقلة وسط عائلة ريفية تمتهن الفلاحة, أبوه العربي بن عمر و أمه فاطمة الشايب عرف عنه شغفه بالصيد و حبه للرعي وزراعة الأرض, كعادة أقرانه من أبناء المنطقة أهتم الشهيد بحفظ القرآن على يد الشيخ بن علي الطاهر أمام مسجد البلدة, كان شديد الحرص على تعلم كل ما له صلة بالحياة العسكرية و كثيرا ما يطيب له استخدام السلاح الذي يستعمله والده في الصيد.أدت به اهتماماته هذه إلى قبول التجنيد في صفوف الجيش الفرنسي بين سنتي 1951 و 1953 بمنطقة الرمادة بتونس.كثيرا ما دخل في مشاهدات مع بعض الضباط الفرنسيين فيما يخص القضايا الوطنية و دفعه حسه الوطني العربي الإسلامي إلى الانشغال بما كان يدور في تونس حيث قام بمساعدة الثوار التوانسة في نضالهم ضد فرنسا و غامر بمساعدتهم بالذخيرة و الأسلحة غير عابئ بالخطر الذي يتهدده, و لما أكتشف عيون الجيش الفرنسي نشاطه هذا زج به في السجن لعدة شهور و من ثمة تمكن من الفرار و الالتحاق رسميا بالثورة التونسية, و من داخلها خطر له تهيئة العمال الجزائريين المتواجدين بمنجم رديف لاندلاع الثورة داخل الجزائر, و أخذ على عاتقه مسؤولية التجنيد و جمع الأسلحة و الأموال و الذخيرة, و لقد كلفه محمد بالحاج المسؤول السياسي بالإشراف على الجهة الجنوبية من الوادي في حين كلف محمد لخضر بالعمل في الجهة الشمالية.
استمر في نشاطه السري حتى وقع أحد المناضلين العاملين معه في قبضة الجيش الفرنسي فانكشف أمره و اتجه بمن معه للحدود التونسية الجزائرية يستكمل تحضيراته و من هناك تمكن من تشكيل جيشا خاصا خاض به معارك بطولية.
كانت للشهيد علاقات جيدة مع كبار مسؤولي الثورة كالشهيد بولعيد و شيحاني بشير الذي عينه رسميا سنة 1955 في منصب القيادة, و من موقعه هذا خاض معارك باسلة لا تزال في ذاكرة الأحياء ممن شهدوها مثل معركة أم الكماكم و جبل عربات و شعبة القبض و المغطة و غيرها و مداهمات للمراكز الحدودية للعدو في بئر العاتر و نقرين و رديف و تمغزة.
و في شهرأكتوبر 1955 خاض معركته الأخيرة بجبل سندس في منازلة عسيرة حشد لها الجيش الفرنسي قوة عظيمة توجته بالشهادة بعد أن أعمل في القوات الفرنسية خسائر جسيمة في الأرواح و العتاد.
6- الشهيد : قمودي العربي ( الطالب العربي ) :
ولد الشهيد الطالب العربي قمودي سنة 1923 بالوادي, تلقى تعليمه على يد الشيخ غربي الطالب الصغير بقرية أولاد حمد التي منها انتقل إلى القطر التونسي ليستقر خلال سنة 1952 بمدينة الرديف كعامل بمنجم الفوسفات.شارك في الثورة التونسية بفاعلية و دعمها بكل ما يملك الشيء الذي أسهم في نضجه و تكوينه السياسي والعسكري ثم انخرط في صفوف الثورة الجزائرية منذ أيامها الأولى و عقد اتصالات مهمة مع الشهيد مصطفى بن بولعيد و شيحاني بشير و بعد استشهاد الجيلاني بن عمر كلف بتموين الثورة و جلب السلاح و الإشراف على الحدود الجزائرية التونسية فقام بتوزيع قواته إلى كتاب صغيرة و فرقها إلى جهات متعددة في شكل دائري ليسهل الاتصال و المراقبة و النجدات.
عرف عنه اهتمامه بجنوده و تفقده لهم وسمعته الطيبة سهلت له الاستمرار في تجنيد الشباب في كتائبه حيث بلغ عدد جنوده 900 رجل خاض بهم ما يزيد عن 47 معركة و واقعة إلى غاية استشهاده في سنة 1957.
7- الشهيد : مصطفى مصباحي :
ولد الشهيد مصطفى مصباحي خلال سنة 1931 بمدينة الوادي لأسرة متواضعة فنشأ على الصلاح و التدين, هاجرت أسرته إلى الجنوب التونسي حيث تلقى تعليمه الابتدائي بمدينة متلوي ثم رجع مع أسرته إلى مسقط رأسه سنة 1940 حيث انكب على حفظ القرآن الكريم و العلوم اللغوية و الدينية فرس على مشايخ عدة مثل الشيخ الميداني بن موسى و الشيخ الهاشمي بن حميدة و غيرهم.و في سنة 1948 بدأت اتصالاته برجال الحركة الوطنية و الإصلاح الديني مثل محمد بالحاج و بشير بن موسى وعلي مسطور و ونيسي الهاشمي و غيرهم, الذين كان لهم تأثير كبير في تكوينه السياسي فانخرط في صفوف حزب الشعب ثم حركة الانتصار و قد لوحظ عليه النباهة و حدة الذكاء رغم حداثة سنه فأسندت له مسؤولية التنظيمات السرية للحركة الوطنية.
غادر الوادي سنة 1952 بنصيحة والده لما رأى تحرش أعوان الاستعمار به فاختار اللجوء إلى بسكرة حيث توطدت علاقته بالشيخ العروسي ميلودي الذي سبقه إليها.
و في صيف سنة 1953 انتقل إلى تونس حيث تشبع بالوطنية التي عمقتها فيه الأحداث التي كانت تعيشها تونس آنذاك عاد في خريف ذات السنة إلى الوادي و لما قامت الثورة تحمل مسؤولية التنظيمات السرية المكلفة بالإعلام و التجنيد و التموين و الإشراف على المعارك و العمليات الفدائية.
و قد شهد له كل من عرفه بالشجاعة و الثبات و الغيرة الوطنية و تلقى التقدير من كل الذين عرفوه حتى ألقت عليه القوات الاستعمارية القبض سنة 1957 فنكلوا به تنكيلا شديدا حتى لفظ أنفاسه شهيدا في ريعان الشباب مخلفا وراءه ثلاثة أطفال.
8- الشهيد : عبد الكريم خطاب :
ولد الشهيد خطاب عبد الكريم بن علي بحي الهمايسة بحاسي خليفة خلال 1919 و عندما بلغ سن الخامسة من عمره دخل مسجد الحي و قرأ فيه ما تيسر من القرآن الكريم و عندما بلغ سن الرجولة بدأ في مساعدة أبيه في الفلاحة و التجارة, و في الأربعينات انخرط في العمل السياسي داخل حزب الشعب إلى غاية اندلاع الثورة.تحمل مسؤولية التنظيم السياسي و المالي بمنطقة حاسي خليفة و ساهم بحنكته و إخلاصه في تطوير النضال فيها, ونظرا لحركيته اعتقلته القوات الفرنسية و حولته إلى مركز لاصاص بالدبيلة و هناك مورس عليه أشد أنواع العذاب إلى أن سقط شهيدا في أفريل من سنة 1957.
9- الشهيد : هالي عبد الكريم :
ولد الشهيد هالي عبد الكريم سنة 1930 بقمار , حفظ القرآن الكريم على يد مشايخ بلده ثم اتجه إلى جامع الزيتونة ليستكمل تعليمه حيث تخرج منه سنة 1954 حاملا الشهادة العالية, و في أثناء دراسته بالجامع كان منخرطا في صفوف الحركة الوطنية التي كانت تنشط بين الطلبة و غيرهم هناك.انظم إلى صفوف الثورة في مرحلة مبكرة من انطلاقها حيث دخل الوطن متجها نحو الأوراس, عاملا تحت راية القائدين مصطفى بن بولعيد و شيحاني بشير, و نظرا لقدراته المتميز عين في مشروع إنشاء جسر من القوافل الحاملة للسلاح التي تتحرك بين تونس و ليبيا و الوادي حيث يتم إرسال السلاح إلى مناطق كثيرة من الوطن رفقة صديقه الشهيد سعيد عبد الحي.
خاض معارك شرسة في الجنوب التونسي حتى وافته الشهادة سنة 1957.
الإعدام رميا بالرصاص.
10- الشهيد : ونيسي الهاشمي :
ولد الشهيد ونيسي الهاشمي بن البشير وغزالة قدادرة خلال 1925 بالوادي , وهو من أسرة محفوظة من الناحية المادية ومن الناحية التعليمية حيث كان أبوه موظفا وقد اتيحت الفرصة للشهيد للتعلم وتحصل عل ى الشهادة الإبتدائية باللغة الفرنسية وبعد الدراسة اشتغل موظف في إدارة محلية ثم انتقل إلى إدارة البريد وأما عن حياته النضالية فقد كان رحمه الله من الشباب الواعي لقضية الوطن إذ كان قبل ثورة نوفمبر الخالدة منخرطا في حزب الانتصار للحريات الديمقراطية 1949 وعندما اندلعت الثورة التحريرية انظم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني نوفمبر 1955 وتلقى عدة أوامر من القائد قمودي الطالب العربي عن طريق غربي بشير ولقد ألقي الاستعمار الفرنسي عليه القبض في أفريل 1957 وبعد أيام محدودة أعدم بدون محضر, لقد ضحى في سبيل عزة الوطن.
11- الشهيد : أحمد لومي :
ولد الشهيد أحمد لومي خلال سنة 1922 بالوادي و عاش طفولته في أسرة فقيرة مارس مهنة التجارة بمدينة تقرت التي أقام بها لكنه كان مشغولا بالقضايا السياسية و مراقبة الأوضاع و متابعة الأحداث و قراءة الجرائد والمجلات كمجلة المنار التي كان يبيعها و يوزعها حتى سجنته القوات الفرنسية اشتباها في بعض نشاطاته.انتقل إلى مدينة بسكرة حيث اتصل بالشهيد ونيسي الهاشمي سنة 1955 فأرسله إلى الوادي ضمن المنظمة المدنية لجبهة التحرير مكلفا بجمع الاشتراكات و التبرعات.
اكتشفت القوات الفرنسية أمره في شهر أفريل من سنة 1957 ضمن اكتشافها لجميع عناصر المنظمة المدنية بالوادي فأودع السجن حيث نال تعذيبا رهيبا إلى غاية استشهاده في 05 أفريل 1957.
12- الشهيد : الأرقط الكيلاني :
ولد الشهيد الأرقط الكيلاني خلال سنة 1920 بالوادي في أسرة متواضعة تهتم بالعلم و المعرفة, حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم اتجه إلى تونس للدراسة بجامع الزيتونة, عاد إلى الوادي ليمارس التدريس بمدرسة الشيخ الهاشمي الكائنة بسوق الوادي و عمل مترجما للغة الألمانية في أثناء الحرب العالمية الثانية, انخرط في النضال الوطني مبكرا إلى جانب كل من ميلودي أحمد و العمودي و ساهم في إنشاء الصفوف الكشفية الأولى في الوادي حيث قدم استعراضا كشفيا أمام مقر الحاكم العسكري سنة 1948 تم تحمل مسؤولية التنظيم السري – لجنة الثورة والعمل – الأمر الذي عرضه لملاحقة القوات الاستعمارية ففر إلى تبسة ثم إلى مداوروش ثم إلى خنشلة حيث باشر التحضيرات الأولى لانطلاقة الثورة. عقد علاقات هامة مع كبار قادة الثورة مثل مصطفى بن بولعيد و عباس لغرور و شيحاني البشير و ظل مجاهدا نشيطا مخلصا إلى غاية استشهاده في مارس سنة 1956 بالحدود الجزائرية التونسية.
13- الشهيد : تواتي أحمد مصطفى :
ولد الشهيد تواتي أحمد مصطفى بن البشير و هقي فاطمة خلال 1922 بالوادي, من الطبقة المتوسطة وحيد عند أمه وكان مستواه الثقافي حمل القرآن الكريم وشهادة الإبتدائية بالفرنسية منذ وفي 1954 طلبته الحكومة الفرنسية للتوظيف بالبلدية مقابل شروط وهي حمل السلاح لمدة سنتين بصفته (حركي ) في بئر الجديد بجنوب الوادي رفض الشهيد ورفض التوظيف لذلك صار محلا للشبهات وأصبحت الخطط تتخذ ضده , حتى حبس بالضغط وتوقف عن عمله التجاري فدخل عامل بشركة للقطاع الخاص, لقد كان الشهيد عضوا بحزب البيان وكان ممثله بالمنطقة وحين قيام الثورة كان من السابقين على هذا الواجب المقدس حيث بدأ مشاركته وانضمامه خلال 1955 بالاتصالات العديدة من الرديف بالقطر التونسي وكان له اتصال مباشر بالقائد عبد القادر قمودي الطالب العربي ذهابا وإيابا وكان هذا في إيطار القيام بعدة نشاطات وكان يتقلد مهام ثورية كثيرة للقيام بها داخل الوادي وأصبح مهيكل في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني في نوفمبر 1956 وبقي مستمرا في عمله إلى تاريخ الفقدان والوفاة وذلك في ديسمبر 1957 بالوادي وفي هذا التاريخ تعرض بيته إلى التهديم والتحطيم ونهب ما فيه مع التحدي والتشتيت للأسرة.
14- الشهيد : الطاهر هزلة :
ولد الشهيد الطاهر بن صالح هزلة وفاطمة بمدينة الوادي خلال سنة 1918 عاش فترة صباه بالوادي ثم انتقل إلى المقرن أين سار يرعى الغنم والإبل كما اشتغل بالفلاحة في بستان والده بجانب إخوته, وبعد فترة مارس فيها الميدان الفلاحي سافر إلى مدينة الونزة وعمل بمنجم الفوسفات من سنة 1946 إلى غاية سنة 1956, وفي هذه الأثناء انضم إلى صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني فكلف فيها بجمع المال والتبرعات.ونتيجة لمراقبة العدو المستمرة لتحركات الوطنيين القت السلطة الإستعمارية في بادئ الأمر القبض على رفيقه عبد الله هزلة لما تأكدت أيضا من النشاط النضالي والوطني القائم به الشهيد الطاهر عملت السلطة إلى البحث عنه وعندئذ قرر الخروج من المنطقة فاتجه إلى مدينة الرديف بالتراب التونسي حيث مقر سكن أخته, ومن الرديف التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في آخر سنة 1956وفي هذه الأثناء أرسل في مهمة إلى داخل الوطن تتمثل في حمل الأسلحة وتسليمها إلى الشهيد مصطفى بن بولعيد وكان ضمن هذه الدورية عدد من أفراد عائلة هزلة وهو محمد الطيب, ومحمد بن سالم, وابن عمه المولدي وبعد أن استراحوا في مكان المسمى " عالي الناس" وهو جبل قرب خنشلة, وكانت عين العدو لهم بالمرصاد للتعرف على مكانهم فتقدمت بقوة كبيرة اشبكوا معهم لمدة يومين رغم مفاجأة القوات الفرنسية. وفي النهاية تم القضاء على أفراد الدورية ولم يسلم منهم سوى إثنين منهما الشهيد الطاهر هزلة الذي استشهد في شهر فيفري 1957.
15- الشهيد : علي عيادي :
الشهيد علي عيادي بن الساسي و إمباركة خياري ولد خلال 1920 بتقرت, تحصل على شهادة الإبتدائية بالفرنسية, كانت الحالة العائلية لوالديه متوسطة , اشتغل موظف في إدارة البريد كان مناضلا في جل الحركات الوطنية قبل الثورة حزب الشعب الجزائري, وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية ومؤسس الحركة الكشفية في المنطقة بصفته أول قائد لفوج الرمال للكشافة الإسلامية الجزائرية بالوادي خلال 1947.تاريخ بدأ النضال 1955, تاريخ إقافه 02/04/1957, تاريخ إعدامه 05/04/1957 ورفقائه عدة شهداء من بينهم الجيلاني زلاسي والهاشمي ونيسي رحم الله الشهداء.
16- الشهيد : انصيرة المولدي :
ولد الشهيد انصيرة المولدي بن الصادق ومسعودة خلال 1923 بالوادي في أسرة متواضعة نشأ تحت رعاية أبيه الذي أدخله المدرسة الإبتدائية وفيها تحصل على الشهادة الإبتدائية سنة 1939 وكان واعا بالسياسة منذ بلوغه سن الرشد انخرط في عدة أحزاب في سنة 1939 إلى اندلاع الثورة, فأخذ يدعوا الناس للتجنيد والمساهمة المادية والمعنوية وفي جانفي 1956 كان همزة وصل بين مدينة الوادي والجنوب التونسي وبالتحديد منجم الرديف أين تتجمع وتنطلق قوات جيش التحرير وكانت مهنته كممرض بعيادة حاسي خليفة ساعدته على اللقاء بالناس والتحدث إليهم عن الثورة تحت ستار العلاج وسعى في تزويد جيش التحرير بالأدوية إلا أن المستعمر لم يكن غافلا عن عمله ولم يهمله فألقي عليه القبض في شهر أفريل 1957 و وضعوا في عنقه حبلا وجروا وراءه سيارة عسكرية حتى استشهد تحت التعذيب.
17- الشهيد : انصيرة الهاشمي :
ولد الشهيد انصيرة الهاشمي بحي تكسبت الوادي سنة 1924 من عائلة فقيرة , كان يعمل جزار بالجزائر العاصمة ويسكن بشارع استاتي غرفة رقم 03 ومن رفقاء الشهيد نصيرة الهاشمي السيد ارحومة الصحراوي, الذي كان معه في المنظمة السرية بالعاصمة التي دخلها سنة 1955 وقد قام ببعض العمليات الكبرى وقد نشرت أخباره بالصور كل الجرائد الفرنسية وهو مرمي على الأرض وكذلك تكلمت عليه بعض الإذاعات العالمية, استشهد في سبتمبر 1957 بالجزائر.
18- الشهيد : باهي علي :
ولد الشهيد باهي علي بن أحمد ومريم خلال 1932 بالوادي وكان يعمل أي عمل يقع تحت يده وتقلب في عدة مهن حرة وذلك خدمة لوالدته وأخواته حيث تركه أبوه وهو أكبرهم كما كان يراعي ظلم الاستعمار والعمل على التخلص منه فكثف اتصالاته السرية بمسؤولي الجهة وأعوانهم في 15 جانفي 1956 منهم علي بن صالح وعمار المدعو بوريقة وقد قام بعدة نشاطات وعندما لاحظ زملائه بأنه أصبح متابع أدخلوه نهائيا في صفوف جيش التحرير الوطني وكان تحت قيادة بشير مزيان وقد شارك في معركة الدبيديبي وتخلص من متابعة الاستعمار وانتقل إلى جامعة واتصل بنصرات حشاني وشارك في عدة معارك استشهد في معركة وادي جدي قرب أوماش ولاية بسكرة في ماي 1958.شهداء ومجاهدي وادي سُوف يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق