Comments system

111

أهلا وسهلا بكم في وادي سوف الأصيل ***وادي سوف الأصيل ***

22 نوفمبر 2010

إيزابيل إبراهاردت عاشقة وادي سُوف والحرية 2

رحلتها الأولى لوادي سُوف :وصلت إيزابيل إبراهاردت إلى مدينة الوادي لأول مرة يوم: 4 أوت 1899 بتكليف بمهمة من طرف السيدة (المركيز دوموراس - رتزي) للتحقيق في مقتل زوجها في سنة 1895 على الحدود الجزائرية - التونسية - الليبية.وبعد المضايقات التي حاصرتها من طرف الإدارة العسكرية التي كانت تصفها بالعين الشريرة, وعلقت عليها قائلة (إن هذه المرأة الروسية بالاسم الألماني وبالزي الرجالي (زي الفرسان) والتي تعاشر القبائل, وترسم وتكتب لاشك أنها جاسوسة)!فغادرت إيزابيل إبراهاردت الوادي بعد خمسة عشر يومًا من قدومها.
رحلتها الثانية لوادي سُوف : رجعت إيزابيل إبراهاردت الى وادي سُوف يوم 2 أوت 1900 باسم مستعار هو (محمود السعدي) برغبة الإقامة الدائمة, لانبهارها بطبيعة المنطقة وجمال عمرانها, وحسن أخلاق أهلها, وأقامت بمسكن شعبي وكتبت تقول: "إنني بعيدة عن العالم, والحضارة! ومهازلها المنافقة, إنني وحدي في دار الإسلام في الصحراء حرة, وفي أحوال صحية جيدة...الوادي, البلد الذي لا تعد قبابه, هي البلدة الوحيدة التي أقبل العيش فيها للأبد, دائمًا. أريد شراء أرض صالحة للزراعة, وأجعل فيها جنانا وبئرًا ونخلاً" , ثم بعد هذا اشترت إيزابيل (حصانًا) وأطلقت عليه اسم (سُوف).

وبدأت في رحلاتها الطويلة في المنطقة, وقد اعتنقت الطريقة القادرية, وذلك عن طريق السي الطبيب و(سي محمد الحسين) ورجال دين آخرين مشهورين في المنطقة كأولياء صالحين مثل (سي الهاشمي) و(سي محمد الليمام), وتعرفت فيما بعد على الرقيب (السباحي سليمان اهني) والذي أصبح فيما بعد رفيقها في الحياة, حيث تزوجا طبقًا للشريعة الإسلامية, في الزاوية القادرية بالوادي, وتم العقد لإيزابيل باسم عربي هو (مريم) وهو الاسم الذي كانت توقع به بعض رسائلها, وكتبت عن زوجها سليمان (الله قد أشفق علي, لأنه استجاب لدعائي, وأعطاني الرفيق الأمثل الذي كنت دائمًا أرغب فيه, والذي دونه كانت حياتي ستكون مفككة وحزينة...).وفي 29 يناير 1901تعرضت لحادث أليم, وعنيف في منطقة, (البهيمة) (حساني عبد الكريم حاليا) قرب الوادي, من طرف شاب يدعى (عبدالله بن محمد) من الطريقة التيجانية, الذي وجه لها ضربة سيف أصابتها في الذراع, إصابة خطيرة, بدعوى إهانتها للإسلام, عندتشبهها بالرجال, وفي تقمصها لزي الفرسان العرب, وعدم احترامها للشريعة التي تحرّم ذلك, وهذا دون النظر إلى دوافعها في ذلك وأحوال البلد الغارقة في الخوف والرعب, هذه الضربة أقعدتها في مستشفى الوادي أربعين يومًا, ومع ذلك فأثناء المحاكمة أشفقت إيزابيل على الشاب عبدالله لأنها علمت أن مدبري الجريمة, هم من عملاء الإدارة الاستعمارية(بيرو عراب),ودافعت عنه أمام محكمة قسنطينة في 18 يونيو 1901, ومع كل ذلك, فقد حكمت المحكمة على عبدالله بالأشغال الشاقة, وعلى إيزابيل بالنفي كشخص أجنبي, وكان حكمًا قاسيًا وعنصريًا لكليهما من قبل القضاء الفرنسي العسكري, وتأسفت إيزابيل عن قسوة الحكم علانية, وكتبت خواطرها نحو الرجل (إنني بحثت في عمق قلبي عن الحقد نحو هذا الرجل, فلم أجده ولا الكره كذلك)               

وفي رسالة بتاريخ 7 يونيو 1901 إلى جريدة (لاديباش ألجريان) قالت فيها: (لا يا سيدي المدير, إنني لست سياسية ولا عميلة لأي حزب ما, لأنني لا أراهم إلا مغرورين في نضالهم, إنني أريد العيش بعيدًا عن العالم المتحضر!! أريد حياة حرة وبدوية وهذاحلمي, لأجل أن أنقل كل ما أراه, وأنقل قشعريرة الحزن والسحر الذي أحسّ به أمام العظائم المحزنة للصحراء, هذا كل ما في الأمر).
وأثناء إقامتها في الوادي, التي دامت سبعة أشهر, قامت بأعمال خيرية وإنسانية, حيث كتبت في الرسالة ذاتها: "...بعد حادث الاعتداء من قبل المسمى عبدالله بن محمد, لقد قلت في رسالتي الأولى إن أهل (سُوف), ومريدي الطريقة القادرية, وكذلك الطريقة التيجانية قد أظهروا بالغ حزنهم العميق, وكامل تأثرهم بعد ما علموا بالحادث المؤلم الذي تعرضت له خلال محاولة الاغتيال النكراء, لذا فأنا مدينة لهؤلاء من أهل وادي سوف الطيبين, وما يتصفون به من حنان ومودة وإخاء غمروني به خلال استطاعتي في معالجة السكان, بما لي من معرفة في الطب, من أمراض العيون المختلفة, كالرمد, وأمراض أخرى منتشرة في الناحية, لقد وهبت نفسي لعمل الخير, وخير الإنسانية في كل مكان أوجد فيه"... يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق