Comments system

111

أهلا وسهلا بكم في وادي سوف الأصيل ***وادي سوف الأصيل ***

22 ديسمبر 2011

اختتام المهرجان الرابع للموسيقى و الأغنية السُوفية

أختتم  مساء أمس الأربعاء بدار الثقافة محمد الأمين العمودي  المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية السوفية في طبعته الرابعة في حفل بهيج حضره جمع غفير من الجمهور  و قد تم في هذا الحفل الإعلان عن نتائج مختلف المسابقات في هذه الطبعة الرابعة و التي جاءت على النحوالتالي :
* جائزة العرجون الذهبي و قدرها 20 مليون سنتيم كانت من نصيب : "نور الدين سعيد" عن أغنية "كي نتفكر" .
* جائزة العرجون الفضي و قدرها 15 مليون سنتيم كانت من نصيب |: "عماري حميدة" عن أغنية " ياغالي أشقر اللون" .
* جائزة العرجون البرونزي و قدرها 10 مليون سنتيم كانت من نصيب : "مجور رمزي" عن أغنية  "طالب ربي أنذوق فاله" .
و تحصل "رزيق محمد الأزهر" على جائزة أحسن عزف على آلة الزرنة  ومقدارها 5 ملايين سنتيم .
كما تحصل الشاعر و كاتب الكلمات "عبد اللاوي (أبو عبد الله)" على جائزة أحسن كلمات لقاء كلمات أغنية " راح العمر "
أما جائزة أحسن لحن فقد تحصل عليها الملحن "عبد الله نوفل" عن لحنه في أغنية " كي نتفكر".
تجدر الإشارة إلى أن التصفيات النهائية من هذه المسابقة قد شهدت تنافس 16 صوتا من الموهوبين و الهواة من أبناء المنطقة و المناطق المجاورة .
هذا و قد أختتم  الحفل بعرض لوحات فنية فلكلورية  من التراث التارقي العريق قدمته فرقة  من جانيت ولاية إيليزي .
و افترق المحتفلون على أمل اللقاء السنة القادمة في الطبعة الخامسة من المهرجان مع مواهب و أصوات جديدة.

17 ديسمبر 2011

إفتتاح الطبعة الرابعة لمهرجان الموسيقى والأغنية السوفية

  تم في مساء هذا اليوم بدارالثقافة محمد الامين العمودي بوسط المدينة الافتتاح الرسمي لمهرجان الموسيقى و الأغنية السُوفية في طبعته الرابعة  و قد حضر هذا الحفل نخبة من الوجوه الفنية المحلية و الوطنية و جمع غفير من المدعوين و الجمهور و قد عرضت في هذا الحفل أوبرا غنائية بعنوان "أم الجمال" من تأليف الشاعر الكبير "سليمان جوادي" و تلحين الموسيقار المخضرم "محمد بوليفة"  و من إخراج المخرج الشاب المتألق "فتحي صحراوي" الذي  نجاح في إخرج حفل الطبعة السابقة. 
ومن المنتظر أن تشهد هذه الطبعة مشاركة العديد من الوجوه الفنية الشابة  للتنافس على الجوائز الثلاثة الأولى ( العرجون الذهبي والفضي والبرونزي) و التي تقدر قيمها المالية  عشرين و خمسة عشر و عشرة ملايين سنتيم على التوالي. 
و سيشرف على هذه المنافسة لجنة تحكيم تتألف من عدة وجوه فنية محلية و وطنية كالفنان "فؤاد ومان" و الشاعر "سليمان جوادي" و الموسيقار "مختار بوجليدة" و الفنان "منصف نوبلي" برئاسة الموسيقار "معطي كمال".
و قد برمجت على هامش هذا المهرجان الذي سيمتد من الـ 17 إلى الـ 23 ديسمبر الجاري العديد من المحاضرات و الدراسات حول التراث الموسيقى والغنائي السُوفي يقدمها مجموعة من الأساتذة والمختصين في الثقافة و التراث المحلي .

2 نوفمبر 2011

من أعلام وادي سُوف (2) : الشيخ العدواني

                                                         محمد بن عمر العدواني
ترجمته :
هو محمد بن محمد بن عمر العدواني الرحماني السوفي اللّجي نسبة لمكان يدعى قديما اللّجة  و يعرف الآن ببلدة " الزقم . رحالة و متصوف و مؤرخ و شيخ علم اشتهر بكثرة الأسفار و الترحال عاش إلى حوالي منتصف القرن الحادي عشر هجري ،السابع عشر ميلادي . و ما يجعلنا نقر بأن العدواني قد أدرك منتصف القرن الحادي بعض الأحداث و التواريخ  التي عايشها و ذكرها الشيخ العدواني بنفسه كحروب الشابية مع حكام تونس والجزائر،وزيارة محمد المسعود الشابي إلى وادي سُوف حوالي سنة 1015هجري والعدواني قد أطال الحديث في ذكر هؤلاء وتحدث كذلك عن العديد من الأحداث الأخرى التي وقعت في القرن الحادي عشر كإشارته إلى الشيخ علي عزوز المتوفي سنة 1038 هجري ، وبذلك يتأكد لدينا على وجه اليقين بأن الشيخ العدواني قد أدرك منتصف القرن الحادي عشرالهجري .
أسفاره و رحلاته :
كان الشيخ محمد العدواني رحمه الله كثير السفر و الترحال بين سُوف و المناطق المجاورة لها كمنطقة الزيبان "بسكرة" و وادي ريغ "تقرت" و منطقة الجريد "تونس" وقد قام بتدوين أحوال بعض هذه المجتمعات التي عاصرها و التي كانت قبل عصره.
كما يذكر بأن الشيخ العدواني  قد قام برحلات إلى المشرق العربي  من أجل اكتساب العلم فقام بمصاحبة الشيخ البكري والتعلم منه .كما ذكر في مخطوطه عن الشيخ البكري القاطن بالشام ،ورفقائه الشيخ الزقام بن عمارة بن محمد ,واحمد بن عبد العزيز.
إلى جانب زيارته إلى الشيخ البكري ذهب الشيخ العدواني إلى بغداد لزيارة ضريح الولي الصالح الشيخ عبد القادر الجيلالي الذي تنسب إليه الطريقة القادرية التي كانت كثيرة الانتشار بين أهل سُوف في ذلك الزمان.  
ويذكر العدواني أيضا على أن الشيخ البكري قد نصحه بالعودة إلى وطنه سُوف لتفقيه و تعليم الناس أمور دينهم و دنياهم .  
أعماله و مؤلفاته :
و لعل أشهر أعمال محمد بن عمر العدواني  كتاب " تاريخ العدواني " الذي قام بتحقيقه و تقديمه الأستاذ الدكتور " أبو القاسم سعد الله "  سنة 1996م و الذي يؤرخ فيه  عن استقرار القبائل العربية و ذكر الأحوال و التقلبات الاجتماعية و السياسية في  منطقة المغرب العربي و ذكر أيضا المدن و القرى في ذلك الوقت و العلاقات بين المشرق و المغرب العربي منذ الفتح الإسلامي.
كتاب "صحراء قسنطينة ":وهو وثيقة تاريخية هامة يتعرض فيها إلى تدوين الخرائط الجغرافية التي بموجبها يتم تقسيم المراعي ورسم الحدود التونسية إلى تقرت و ورقلة وتبسه   قسنطينة ،وكان ذلك المرجع في فك النزاعات بين القبائل على مناطق النفوذ والإقامة والترحال.
ويعد هذا الكتاب أيضا من أهم الوثائق التاريخية التي تعرض فيها الشيخ العدواني إلى تدوين الخرائط الجغرافية التي بموجبها تتم تقسيم المراعي ورسم الحدود التونسية إلى الزاب وتقرت و ورقلة و الأغواط و النمامشة في منطقة تبسة ونقرين الى قسنطينة ولقد ساهم هذا المرجع في فك النزعات بين القبائل على الكلاء والماء ومناطق النفوذ والإقامة و الترحال ولقد اعتمدت سلطات الاحتلال  الفرنسي على هذا الكتاب في رسم بعض خرائط الجنوب و فض بعض النزاعات بين أهالي المنطقة على أماكن الرعي و الماء.


وفاته :
كما  ذكرنا عن تاريخ مولده الذي لم يحدد بدقة كذلك فإن تاريخ ومكان وفاته غير معلوم على وجه الدقة إلا أن الشائع أنه دفين بلدة "الزقم" التي يوجد بها إلى يومنا هذا مسجدا يحمل إسمه.والتي تبعد عن عاصمة إقليم وادي سُوف بحوالي 15 كلم .

30 أكتوبر 2011

التعريف ببلديات وادي سُوف (1) بلدية الوادي واقع و أفاق

                                                         بلدية الوادي   
عاصمة الولاية و تتوسط تقريبا باقي البلديات و يتقاطع عندها الطريقين الوطنيين رقم 48 المؤدي لولاية بسكرة و باقي ولايات الشمال و الوسط و الطريق الوطني رقم 16 المؤدي لولاية تبسة و باقي ولايات الجهة الشرقية و كذلك الحدود مع الجمهورية التونسية  يحدها من الشمال بلدية كوينين و من الشرق و الشمال الشرقي بلديتي طريفاوي و حساني عبد الكريم و من الغرب و الشمال الغربي بلديتي وادي العلندة و ورماس و من الجنوب بلدية البياضة  من أصغر بلديات الولاية مساحة و أكثرها سكانا حيث يقدر عدد سكانها بحوالي 100 ألف نسمة .
 تضم جميع الإدارات و المصالح الحكومية  كمقر الولاية و باقي المديريات التنفيذية كمديرية التربية و الصحة و الطاقة ....ألـــــخ.
اشتهرت بلدية الوادي قديما بزراعة النخيل (خاصة دقلة نور و الغرس) إلا أن هذه الزراعة تكاد تندثرالآن لأن أغلب بساتين النخيل (الغيطان) قد غمرتها المياه القذرة التي قضت على مئات الآلاف من أشجار النخيل المثمرة في و قت قصير و هو ما أدى لتحول آلاف بساتين النخيل التي كانت تحيط بالمنطقة من الجهات الأربعة إلى برك و مستنقعات تم ردم أغلبها و تحويلها إلى عقارات سكنية و تجارية . 
أهم أحياء بلدية الوادي:
 حي الأعشاش -  حي المصاعبة - حي أولاد أحمد - حي باب الوادي "الغواطين" - حي النزلة - حي سيدي مستور - حي تكسبت - حي المنظر الجميل "القارة" - حي سيدي عبد الله "الزاوية" -
حي الشهداء -  حيي الصحن الأول و الثاني - حي أولاد تواتي -  حي 19 مارس - حي الرمال - حي 8 ماي - حي 18 فيفري ...
أهم المرافق و المنشأت :
تشهتر بلدية الوادي بأسواقها اليومية  العديدة كالسوق المركزي "ميلودي العروسي " و سوق ليبيا و سوق دبي و الأسواق الأسبوعية كسوق المواشي و سوق السيارات.
كما تتوفر على أهم المنشأت و المرافق العمومية و الخاصة بمنطقة وادي سُوف :
 كالمركز الجامعي و الملعب البلدي و قصر الثقافة و المستشفيات و المراكز الصحية و العيادات التخصصية الخاصة  و المراكز التجارية و وكالات بيع السيارات بمختلف علاماتها التجارية .
بعض النقائص و المشاكل التي تعاني منها البلدية :
لعل من أخطر المشاكل التي تعاني منها البلدية هي الغلاء الفاحش للعقارات المخصصة لبناء المساكن فرغم أن ولاية الوادي ككل و بلدية الوادي على الخصوص تقع في منطقة صحراوية شاسعة تحيط بها الكثبان الرملية على إمتداد البصر إلا أن ثمن القطع الأرضية المخصصة للبناء يعادل أو يفوق نضيرته في الولايات الشمالية المطلة على ساحل البحر وهو ما جعل الخبراء و المتتبعين يستغربون من هذه الظاهرة الغريبة . فالفيلات و الشقق في أغلب أحياء البلدية أصبحت تباع بأثمان خيالية تتعدى في معظمها الملايير وهو ما يطرح ألف سؤال عن المسؤول عن هذه الأسعار الخرافية للعقار في منطقة صحراوية رملية من المفروض أن لا يزيد أسعار الأراضي السكنية فيها عن الدينار الرمزي .
أما عن طرقات المدينة فحدث ولا حجر فأغلب الطرقات المعبدة فيها على قلتها تعاني من التهشيم و كثرة الحفر و رداءة التزفيت.
و يعاني النسيج العمراني  بالأحياء العتيقة بالبلدية كحي النزلة و الأعشاش و باب الوادي من فوضوية البناء و ضيق الأزقة و الطرقات و هو ما يعني افتقار البلدية لمخطط عمراني لعصرنة  و تحديث البنية التحتية والعقارية لبلدية عاصمة الولاية.
كما تعاني البلدية أيضا و الولاية ككل من النقص الفادح للمرافق الترفهية كالحدائق العامة و المساحات الخضراء مقارنة ببعض بلديات الولايات المجاورة.
دون أن ننسى أهم مشكل يعاني منه جميع سكان البلدية و بعض البلديات المجاورة و هو مشكل المياه الصالحة للشرب فرغم أن وادي سُوف  تحوي أكبر مخزون مائي بالجزائر و المنطقة إلا أن هذه المياه (الساخنة) الموزعة على السكان غير صالحة للشرب أو الزراعة بفعل إحتوائها على نسب عالية من الكبريت و الأملاح الضارة  و هو ما يدفع أغلب السكان لشراء مياه الصهاريج القادمة من الولايات المجاورة أو من معامل تصفية المياه التي يمتلكها الخواص . و مازال المواطنين المغلوبين على أمرهم لحد الآن في إنتظار وعود السلطات المحلية  بإنجاز مشروع تصفية و تبريد المياه بالمنطقة .
الخاتمة : 
إن المتتبع لمسار التنمية  ببلدية الوادي خلال العشريتين الماضيتين لا يذهل من حجم التطور و النمو الذي شهدته المنطقة في ظرف وجيز فبعد أن كانت تعاني من العزلة و إنعدام أغلب المرافق الضرورية لحياة السكان أصبحت منطقة عبور هامة بين الشمال و الجنوب وهذا بفضل المجهودات الذاتية التي قام بها أبناء المنطقة و توفر وسائل النقل و المواصلات الحديثة و النشاط التجاري و الاقتصادي للسكان .
فقد حبى الله مدينة الوادي بالعديد من الخيرات و المميزات الكفيلة بجعلها من المناطق الأولى وطنيا و دوليا فيتواجد بالمنطقة الكثير من رجال الأعمال والخبراء و أصحاب الكفاءات العلمية المنتشرين في ربوع الوطن و بالخارج كما تتوفر المنطقة على الأيدي  العاملة المدربة والمؤهلة في شتى الميادين و المجالات القادرين على إعطاء دفعة قوية باتجاه تطور و رقي أكبر للمنطقة.
إلا أن ذلك لن يتأتى  إلا بعد التجرد من الأنانية و المصلحة الشخصية الضيقة و التفكير بالصالح العام  و التخلص من العقبات الإدارية و المشاكل البيروقراطية التي تقف حاجزا  أمام تطور المنطقة و لحاقها بمصاف المدن الكبرى
                                                                ........

7 أكتوبر 2011

صور قوقل ايرث لبعض بلديات وادي سوف (2)

صور فضائية ملتقطة بواسطة برنامج Google Earth  لبعض بلديات وادي سوف (2)

تاريخ التقاط الصور أوت سنة 2007

أنقر على الصورة لعرضها بالحجم الأصلي

6 بلدية قمار
بلدية قمار منظر فضائي 01

بلدية ورماس منظر فضائي 02

بلدية ورماس منظر فضائي 03
9- بلدية كوينين

بلدية كوينين منظر فضائي 02

بلدية كوينين منظر فضائي 03

بلدية كوينين منظر فضائي 04

بلدية كوينين منظر فضائي 01

بلدية ورماس منظر فضائي 01

بلدية قمار منظر فضائي 04


بلدية تغزوت منظر فضائي 02

بلدية تغزوت منظر فضائي 03
8- بلدية ورماس

بلدية تغزوت منظر فضائي 01


بلدية قمار منظر فضائي 02

بلدية قمار منظر فضائي 03


7- بلدية تغزوت

10 يوليو 2011

صور قوقل ايرث لبعض بلديات وادي سُوف (1)

هذه بعض الصور الفضائية الملتقطة بواسطة برنامج Google Earth  لبعض بلديات وادي سوف

تاريخ التقاط الصور أوت سنة 2007

أنقر على الصورة لعرضها بالحجم الأصلي

1 - بلدية الدبيلة
بلدية الدبيلة منظر فضائي01
                     

بلدية وادي العلندة منظر فضائي03


بلدية اميه ونسة منظر فضائي03
3- بلدية وادي العلندة
    بلدية وادي العلندة منظر فضائي01
                 

                

4- بلدية الرباحبلدية الرباح منظر فضائي01                 
 بلدية النخلة منظر فضائي03

                 
بلدية النخلة منظر فضائي02

و إلى الملتقى مع صور أخرى لباقي بلديات وادي سوف عن قريب بحول الله تعالى.

بلدية النخلة منظر فضائي01
بلدية وادي العلندة منظر فضائي02
بلدية اميه ونسة منظر فضائي01


                 بلدية الرباح منظر فضائي02
                

بلدية اميه ونسة منظر فضائي02


بلدية الدبيلة منظر فضائي02
                     


بلدية الرباح منظر فضائي03
5- بلدية النخلة


بلدية الدبيلة منظر فضائي03
2- بلدية اميه و

                  
             

2 يوليو 2011

الاحتلال الفرنسي لوادي سوف (3)


بعد سقوط إمارة بني جلاب و دخول الجيش الفرنسي لوادي سُوف في أواخر سنة 1854 إعتقد الفرنسيون أنهم أحكموا سيطرتهم على المنطقة إلا أن ذلك لم يحدث على أرض الواقع حيث لم ينعم الفرنسيون بالهدوء و الاستقرار بل جوبهوا بمقومات و انتفاضات متتالية من قبل الثوار و المقاومون الذين استفادوا من معرفتهم بمسالك الصحراء و قرب الحدود التونسية الليبية التي كانوا يلجاؤون إليها لتنظيم الصفوف و جلب السلاح و إعداد المقاومين .
و كانت المنطقة تعاني الاضطرابات و بدأت تحركات المقاومين و خاصة سي النعيمي , و محمد بو علاق اليعقوبي , و بن ناصر بن شهرة و الشريف محمد بن عبد الله .
أراد الجنرال راندون في أواخر الخمسينات ضبط الحدود الشرقية للمنطقة , فتم انجاز خريطة سنة 1857 و لكن الحدود النهائية للعرق الشرقي الكبير لم تحدد لها معالم ثابتة , و إنما خضعت للتغير باستمرار خصوصا ما بين 1867-1870 , إذ بقيت الحدود غير واضحة بين سوف و جنوب شط الجريد.
و لكي يتحقق نوع من الهدوء في وادي سوف , شيد الفرنسيون عدة أبراج للمراقبة في الجهات الأربعة لسوف لتأمين القوافل و المحافظة على الأمن , وهـذه الأبراج هي : برج الحاج قدورة في الجهة الشرقية , و برج بوشحمة في الشمال , بينما شيدوا  في الجهة الغربية برجان , برج الفرجان , و برج مولاي القايد لحماية الطريق الرئيسي بين تقرت و سُوف .
و قد تجددت المقاومة عندما قدم الشريف محمد بن عبد الله و بن ناصر بن شهرة من تونس وشاركا في ثورة أولاد سيدي الشيخ في 1864 .فاستمر بن شهرة في المقاومة , بعدة جبهات في وسط الصحراء و في أطرافها المتاخمة للحدود الجنوبية و الشرقية . و كانت تربطه علاقة مع الطيب بن عمران الشعنبي السوفي , الذي كان مشهورا بجرأته و قوته , فجمع 264 من المحاربين من طُرود سُوف و شعانبة الوادي و عسكر بهم في جنوب ورقلة في فيفري 1864 لغزو تلك الجهات ثم إلتجأ كغيره من المقاومين الى تونس.
و تجددت المقاومة مرة أخرى بوادي سوف و ما جاورها ممتدة من عين صالح الى ورقلة و تقرت و سوف و تبسه و نقرين بالشرق و بلاد الجريد و نفطه بتونس , وقاد هذه المقاومة الشريف بوشوشة و محي الدين بن الأمير عبد القادر.
فقد قام الشريف محمد التومي بوشوشة، بالسيطرة على ورقلة في 5 مارس 1871، وعيّن بن ناصر بن شهرة آغا عليها، وكانت ورقلة تابعة لسلطة أغا تقرت "علي باي بن فرحات"، فاتصل جماعة من شعانبة الوادي بالشريف بشوشة وأخبروه بأن "علي باي بن فرحات" قد أودع أمواله وعياله ببلدة قمار بوادي سُوف، فهاجمها بوشوشة يوم 8 مارس 1871 فاحتمت عائلة على باي بالزاوية التجانية، وبعد مفاوضات مع أعيان الوادي، رجع بوشوشة ونجت عائلة "علي باي بن فرحات".

 زحف الشريف بوشوشة نحو تقرت و استولى عليها في 13 ماي 1871 وعيّن "بوشمال بن قوبي" آغا عليها، فصارت وادي سوف تابعة لسلطة بوشوشة.
    ولما تأكد للفرنسيين من عجز "على باي بن فرحات" أعدوا جيشا بقيادة الجنرال "لاكروا فوبوا" الذي أعد خطة استطاع بها انتزاع ورقلة وتقرت من أنصار بوشوشة في جانفي 1872 ثم اتجه نحو سوف فأخضعها للسلطة الفرنسية وعيّن قائد الصبايحية "العربي المملوك" حاكما عليها.
   والجدير بالذكر أن وادي سوف ما بين 1837 - 1872 كانت ملجأ آمنا للمقاومين، تدعمهم بالمال والسلاح والرجال، ولما انتهت فترة السبعينات من القرن 19 بتصفية فلول المقاومة الشعبية بالجنوب، بدأ الفرنسيون يهيئون الظروف للاستقرار في الجنوب الجزائري، قريبا من الحدود التونسية التي كانت فرنسا بصدد التخطيط لاحتلالها، وتعتبر سُوف أهم موقع يمكن استغلاله لتأمين ظهر الفرنسيين.
وتمكنت فرنسا من فرض الحماية على تونس في 12 ماي 1881 وفي مقابل ذلك كُلف الضابط "ديبورتار" - الذي سبقت له المشاركة في احتلال تونس - بتأسيس أول مكتب عربي بالدبيلة القريبة من الحدود التونسية، فكانت المركز الأول لاستقرار الفرنسيين في سوف. ثم أخذت القوات الفرنسية في التزايد بالدبيلة واستمر ذلك إلى سنة 1887، وبعد ذلك بدأ العدد يتناقص لأن الإدارة الفرنسية بدأت الاستقرار بقوة في مدينة الوادي عاصمة اقليم سُوف منذ سنة 1882، ويعتبر النقيب "فورجيس" (1886-1887) ثاني حاكم عسكري لملحقة الوادي، والذي خلف الضابط "جانين".
واستعان الفرنسيون بالقياد وشيوخ القبائل لادارة شؤون السكان، وصارت الوادي ملحقة منذ 1885 تابعة لبسكرة ثم حُولت إلى دائرة تقرت عام 1893، وشهدت الملحقة بعد ذلك تغيرات مستمرة في حكامها العسكريين.

17 يونيو 2011

من أعلام وادي سُوف(1) إبراهيم بن محمد الساسي العوامر




مولده و نشأته :
هو إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر الملقب بالعوامر ، من مواليد وادي سوف سنة 1881م  و أما نسبه فقد ذكره هو بنفسه في كتابه '' الصروف في تاريخ الصحراء و سُوف '' في القسم الثاني الخاص بأنساب وادي سوف الذي قسمهم الى قبائل و فصائل و عمائر و بطون و أفخاذ . و من بين تلك القبائل قبيلة الشبابطة العربية التي قسمها الى اثني عشرة عميرة ، و تسمى الثانية منها أولاد بوجديد و تنقسم الى ست فصائل، اثنتان اصليتان ، و اربع ملحقات ، و تعرف الرابعة منها بالعوامر و هي التي ينتمي اليها ، و العوامر حسب رأيه هم أصحاب سيدي عامر بن صالح بن محمد بن أحمد ....بن إدريس الأكبر مؤسس الدولة الادريسية ، و ينحصر نسل بني عامر الواديين في احد أبنائه و هو محمد بن عامر الذي قدم من ناحية سوسة التونسية و تناسلت منه ذرية كثيرة مات بعضها من غير عقب ، و البعض عقب و هم أولاد عامر و إبراهيم و احمد و علي ، و الثاني هو جد إبراهيم العوامر ، و قد أنظمت فصيلة العوامر إلى أولاد بوجديد بالمصاهرة.
نشأ العوامر في مدينة وادي سُوف حيث درس على شيوخها و منهم عبد الرحمن العمودي و محمد العربي بن موسى ، ثم رحل الى تونس و دخل الى الزيتونة لاستكمال دراسته ، و هناك درس على الشيخين المتنورين الشيخ محمد النخلي و محمد الأخضر حسين وكلاهما كان من شيوخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله.
عمله بالقضاء الشرعي :
بعد أن أتم العوامر دراسته بجامع الزيتونة بتونس توظف في القضاء بمحكمة الوادي التي كان يشرف عليها المكتب العربي العسكري الفرنسي ، و قد طال عهده في القضاء ، و لم يمارسه في سوف فقط ، بل عين في أولاد جلال و في تقرت أيضا، و كان عمله في المحكمة نضالا و جهادا ، فنظم الأحكام و طبقها حسب الفقه الاسلامي المالكي كما يقول أحد تلامذته ، و في حادثة الأرامل اللواتي قتل أزواجهن و أغير على ابلهن في حدود صحراء طرابلس ( ليبيا )، و تآمر الحكام الفرنسيين على الاستئثار بجزء كبير من الدية المالية التي أرسلتها الحكومة الايطالية لهؤلاء الأرامل ، وقف الشيخ القاضي في وجه المتآمرين و كشف ألاعيبهم ، بكل صرامة ، حيث أعاد لهن حقوقهن مما يدل على نصرته للحق و العدالة و دفاعه عن مصالح الضعفاء و عدم مبالاته بالحكام الفرنسيين عندما تمس المصالح الدينية للأمة.
التدريس:
و لم تشغل وظيفة القضاء و مشاكلها و تبعاتها الشيخ العوامر عن التدريس متطوعا في مساجد الوادي حيث كان يدرس العلوم الدينية و اللغوية ، و كان يلقي درسا صباحيا لطلبة العلم ، و بعد صلاة المغرب يلقي درسا في مختصر خليل يحضره الطلبة و غيرهم ثلاث ليالي في الاسبوع ، و يلقي أيضا درسا في التفسير ، و لم تتعطل الدروس سوى ليلة الجمعة و صباحها حسب احد تلامذته و هو حمزة بوكوشة ، وقد قرأ عليه مقدمة ابن آجروم في النحو ، و مختصر خليل في الفقه المالكي ، و كان يذكر بعد قراءة المتن أقوال الشيوخ و يقارن بينها و يوجهها ثم يرجح بينها و ينقد بعضها ، و قد يخالف صاحب المتن أحيانا ، و يخرج عن المذهب المالكي إلى غيره ، و كان سهل العبارة في درسه ، و يفهمه الجميع على مختلف مستوياتهم و درجاتهم ، كثير الاطلاع ، جماعة للكتب مغرما بها.
و مثل الكثير من علماء عصره ، ارتبط العوامر بالطرق الصوفية التي كانت متنفذة في وادي سوف أنذاك  و اهتم بها و انظم إليها و هي التيجانية و القادرية و الرحمانية ، و كانت التيجانية هي طريقة والده محمد الساسي ، و القادرية هي طريقة والدته
و الى جانب العمل في سلك القضاء والتدريس و الفتوى و الاهتمام بالطرق الصوفية و خدمتها ، شارك العوامر في النشاط الثقافي بتأليفه في العروض و المواريث و التاريخ و التصوف ...ألخ
وفاته :  أصيب الشيخ إبراهيم العوامر في أواخر حياته بمرض عضال أقعده طريح الفراش حتى وافته المنية بمدينة تقرت سنة 1934.
مؤلفاته :
 – الصروف في تاريخ الصحراء و سوف : و هو من كتب التاريخ المحلي الخاصة بالجنوب الجزائري ، و قد ألفه سنة 1331 هـ / 1931 م ، بطلب من أحد الفرنسيين الذي لم يذكر اسمه و عبر عنه بولاة الامور ، و ينقسم الكتاب الذي هو عبارة عن مسائل و حوادث متفرقة و ليس تاريخا مترابطا الى قسمين متميزين ، الاول في المسائل النبذ التاريخية ، و الثاني في الأنساب و هو اقل حجما ، و من موضوعات القسم الاول مسائل عامة في الجغرافية و صفة المنطقة و نباتها و عمرانها ، و الشعوب القديمة السابقة للفتح الإسلامي ثم الفتح نفسه ، و الهجرة الهلالية خصوصا قبيلتي طرود و عدوان و ما جرى في عهدهم من وقائع ، و كذلك مسائل و احداث جرت في القرن التاسع عشر بما فيها العلاقات مع الفرنسيين.
أما قسم الأنساب فان كل قبائل سوف عربية حسب العوامر ، و قد ذكر القبائل بالتفصيل في مناطق الوادي و هي كوينين و قمار و تاغزوت و الدبيلة و سيدي عون و الزقم و البهيمة و غيرها ، و من مصادره ابن خلدون و ابن أبي دينار ، و الزركشي و العدواني ، و مخدرة الشيخ العروسي ، كما اعتمد على الرواية الشفوية و أقوال العلماء ، قام بنشر الكتاب ابنه الجيلالي و طبع بالدار التونسية للنشر سنة 1977م .
  البحر الطافح في بعض فضائل شيخ الطريق سيدي محمد الصالح :  و هي رسالة ألفها العوامر في هذا الشيخ إعجابا به و بطريقته الرحمانية في وادي سوف ، و كذلك وفاءا لوصية جده الذي أوصاهم بخدمة أولاد شيخه حسبما ورد في الرسالة.
 منظومة العوامر في العقائد : و هي رجز قصير نظمه سنة 1322 هـ
 مواهب الكافي على التبر الصافي : و هو شرح للكتاب الذي وضعه الشيخ المولود بن الموهوب مفتى قسنطينة بعنوان : '' التبر الصافي في نظم الكتاب المسمى بالكافي في الشعر و القوافي '' ، أي ان ابن الموهوب قد نظم كتاب الكافي في العروض و القوافي ، و قد طبع شرح العوامر هذا بتونس سنة 1323هـ .
و يبدو من خلال الوثائق و تلامذة ابن العوامر انه قد ربط علاقة وطيدة بالشيخ ابن الموهوب ، و مال اليه و أعجب بأفكاره فتخلى عن الكثير من معتقداته الصوفية ، و قام بالإضافة إلى النظم المذكور بتشطير القصيدة المعروفة لابن الموهوب المعروفة بالمنصفة و سماه '' مطالع السعود في تشطير أدبية الشيخ المولود '' و نشر التشطير في جريدة الفاروق العدد 56 السنة الثالثة 1914 م ، و هذه القصيدة في ذم البدع و الطرق الصوفية التي تدعو الى الشعوذة و التخاذل ، و هي صيحة إصلاح اجتماعي و أخلاقي في ذلك العصر ، و قد قام بشرحها أيضا شيخ ابن الموهوب الشيخ عبد القادر المجاوي و سمي شرحه : '' اللمع في نظم البدع ''.
 المسائل العامرية على مختصر الرحبية : و الرحبية نسبة الى محمد بن علي الرحبي و هو عالم فقيه ، و هي من المتون الأساسية التي كان يحفظها التلاميذ في علم الفرائض ، و قد شرحها العوامر و تناول فيها آيات الميراث ، و عدد أسباب الميراث ، و باب الوارثين من الذكور و الوارثات من الإناث و غير ذلك ، و الكتاب مطبوع بتونس سنة 1325 هـ و عليه تقريظ لأحد تلامذة اسمه الهاشمي بن الحاج أحمد.
 النفحات الربانية على القصيدة المدنية 

 النونية على الآجرومية : و هو نظم وضعه على الآجرومية في النحو.
                                                         
                                                                                      يتبع ...